سَبَأٍ (^١)، كانوا آمنين في بلادِهم، تَخْرُجُ المرأةُ بِمَغْزلِهَا لَا تَتَزَودْ شَيْئًا، تَبِيتُ في قرية، وتقيلُ في أخرى حتى تأتى الشامَ، ﴿فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَينَ أَسْفَارِنَا﴾ (^٢)، فسلط عليهم العرم، وهو جرذ (^٣)، فنقب عليهم، حتى دخلَ السيلَ
_________
= قال السهيلي: مأرب: اسم قصر كان لهم، وقيل: هو اسم لكل ملك يلي سبأ.
قال المسعودي: وكان هذا السد من بناء سبأ بن يشجب بن يعرب، وكان سافله سبعين واديًا، ومات قبل أن يستتمه، فأتمه ملوك حمير.
وقال المسعودي أيضًا: بناه لقمان بن عاد، وجعله فرسخًا في فرسخ، وجعل له ثلاثين مَشْعَبًا.
بتصرف: معجم البلدان ٥/ ٣٤.
(^١) سَبَأٌ: اسم رجل، وهو ابن يَشْجُبٍ، وقد أخرج أحمد في مسنده ٢٨٩٣، من حديث ابن عباس بإسناد حسن، وأبو داود في الحروف والقراءات برقم ٣٩٨٨، والترمذي في تفسير القرآن، باب ومن سورة سبأ، برقم ٣٢٢٢، وقال: حسن غريب. كلاهما من حديث الصحابي فروة بن مسيك المرادي، أن رجلًا سأل النبي الله ﷺ عن سبأ، ما هو؟ أرجل أم امرأة أم أرض؟ فقال: «بل هو رجل، وَلَدَ عَشَرَةً، فسكن اليمن منهم ستة، وبالشام منهم أربعة ...». الحديث، ويُتعجب من صنيع الإمام ابن الجوزي في تفسيره ٦/ ١٦٥؛ إذ غلَّط من اختار أن سبأ اسم لرجل!! قال ياقوت: سبأ بفتح أوليه وثانيه وهمز آخره وقصره أرض باليمن مدينتها مأرب بينها وبين صنعاء مسيرة ثلاثة أيام وسمُيِت هذه الأرض بهذا الاسم لأنها كانت منازل ولد سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. معجم البلدان ٣/ ١٨١.
(^٢) سورة سبأ: الآية ١٩.
(^٣) في نسخة (د) زيادة كلمة (أعمى) بعد (جرذ).
قوله: فسلط عليهم العرم، وهو جرذ أعمى، كما في بعض النسخ هو أحد أقوال المفسرين.
قال ابن هشام: والعرم: السد، واحدته عرمة (سيرة ابن هشام) ١/ ٢٦.
وقال السيوطي: فيما أخرجه ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس ﵄ في قوله (سيل العرم) قال: الشديد.
وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، عن عمرو بن شرحبيل ﵁ (سيل العرم)، قال: المنساة بلحن اليمن =
1 / 81