. . . . . . . . . . . . . . .
_________
= وعلى هذا فلا يجوز تسميتها بيثرب من قبل المسلمين والمؤمنين بعد ما سمعوا تسميتها من النبي ﷺ
«بالمدينة، وطابة، وطيبة» وهذه الأسماء الثلاثة ثبت إيرادها عن النبي الله ﷺ والباقي من الأسماء هي عن أهل الكتاب فقد روى البراء بن عازب ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ «مَنْ سمَّى المدينة يثرب، فليستغفر الله ﷿، هي طابة، هي طابة» رواه أحمد ٤/ ٢٨٥.
ويثرب: وأثرب، وهما لغتان جيدتان صحيحتان مستعملتان، والهمزة فيه بدل من الياء، أو الياء بدل من الهمزة، والنسبة إليهما: أَثْرَبيٌ، وأَثْرابيٌ، ويثربي بفتح الراء وكسرها فيهما، واختلف بسبب تسميتها بذلك، قال أبو القاسم الزجاجي: سميت بذلك لأن أول من سكنها عند التفرق يَثْرِبُ بنُ قانية بن مهابيل بن آدم بن عبيل بن عَوْصْ بن إِرم بن سام بن نوح، فلما نزلها رسول الله ﷺ سماها طيبة وطابة كراهية للتثريب.
قال: ولو تكلف متكلف أمكنه أن يقول في يثرب: إنه يَفْعِلْ، من قولهم: لا تثريب عليكم، أي لا تعيير ولا عتب، كما قال تعالى: ﴿لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ اليَومَ﴾ [سورة يوسف، آية ٩٢]، معناه: لا تعيير عليكم بما صنعتم ولا توبيخ، ويقال: أصل التثريب: الإفساد، يقال: ثَرَبَ علينا فلان.
وقال بعضهم أثرب ويثرب: اسمان للناحية التي فيها مدينة الرسول ﷺ، وقيل: اسمان لمدينة الرسول ﷺ هُجِرا في الإسلام. وقال الشيخ جمال الدين المطري: هي اسم ناحية بالمدينة، وهي معروفة بهذا الاسم اليوم، وفيها نخيل كثيرة، ملك لأهل المدينة، وأوقاف للفقراء وغيرهم، وهي غربي مشهد حمزة ﵁، وشرقيِّ الموضع المعروف بالبِرْكة؛ مَصْرف عين الأزرق، ينزلها الركب الشامي في وروده وصدوره، ويسميها الحُجَّاجُ عيونَ حَمْزة، وكانت يثرب منزل بني حارثة بن الحارث؛ بطن ضخم من الأوس. وقال عاتق البلادي في معجم قبائل الحجاز ص ٥٧٣ وكانت يثرب اسمًا لما يعرف باسم العيون، وهي نخيل ومزارع بسفح جبل أحد الجنوبي الغربي ملك لقبيلة حرب اليوم.
تاريخ المدينة لابن شبة ١/ ١٦٤ - ١٦٥، ومصنف عبد الرزاق ٩/ ٢٦٧ - ٢٦٨. ومجمع الزوائد ٣/ ٣٠٠. معجم البلدان ٥/ ٤٣٠ المغانم المطابة ١/ ٢٦٢ - ٢٦٤.
(^٦) تخريج الحديث رقم (٥):
- جزء من حديث في البخاري ٣٦٢٢، ص ٦٥٦ وح رقم ٧٠٣٥، ص ١٣٠١، كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام.
- جزء من حديث في مسلم ٢٢٧٢/ص ١٢٠٧، كتاب الرؤيا، باب رؤيا النبي الله ﷺ وصحيح ابن حبان ١٤/ ١٧٥ - ١٧٦.
- جزء من حديث في سنن ابن ماجه، رقم ٣٩٢١، كتاب تعبير الرؤيا، باب تعبير الرؤيا، ص ٥٩١.
1 / 66