فسألوني [عن] (^١) فضائل المدينة وأخبارها، فأخبرتهم بما تعلق بخاطري من ذلك، فسألوني إثباته في أوراق، فاعتذرت إليهم، بأن الحفظ قد يزيد وينقص، ولو كانت كتبي حاضرة، لقد كنت أجمع كتابًا في ذلك شافيًا لما في النفس، فألحوا عليَّ، وقالوا: تحصيل اليسير خير من فوات الكثير، وهذه مع شرفها قد خلت ممن [يعرف] (^٢) من أخبارها شيئًا، ونحن نحب أن يكون لك بها أثر صالح تذكر به، فأجبتهم إلى ذلك؛ رجاء لبركتهم، واغتنامًا لأدعيتهم (^٣)، وقضاء لحق جوارهم وصحبتهم، وطلبًا لما عند الله تعالى (^٤)؛ بنشر فضائل دار الهجرة، ومنبع الوحي، وذكر أخبارها، والترغيب في سكناها، والحث على زيارة المدفون بها ﷺ.
[١/ب] استخرت الله، وأثبت في هذا الكتاب ما تيسر من ذلك بعون الله وحسن توفيقه، وذكرت أكثره بغير إسناد؛ لتعذر (^٥) حضور أصولي، وأنا أسأل الله تعالى بأن يجعل ذلك لوجهه خالصًا، وإليه مقربًا، ولنا ولهم نافعًا في الدنيا والآخرة، إنه على ما يشاء قدير.
وقد قسمته ثمانية عشر بابًا، والله الموفق للصواب.
_________
(^١) في (أ): سقطت (عن).
(^٢) في (ج) و(د): (يعر). والصواب (يعرف) سقطت الفاء من المخطوطتين.
(^٣) في (ج) و(د): (لامتثال أمرهم).
(^٤) في (د): (من الثواب) زيادة بعد (تعالى).
(^٥) في (د): (لعدم).
1 / 58