فصل من كتاب [في حكم ألفاظ مختلفة في حق الله تعالى]
ويقال: ما أحسن هذا عند الله، وما أقبح هذا عند الله، والعند تأويله العلم، والعند معنى غير العلم، قال الله عز وجل: {ما عندكم ينفد وما عند الله باق} (¬1) ما لديكم ينفد، وما لديه مما أعد الله تعالى لأوليائه باق.
ويقال: قاسمت الله مالي. ويقال: جعلت هذا لله، وأعطيت هذا الله، وأعطيت هذا لله، أي: التماس الرضا، ومعنى ذلك: لولا الله ما أعطيت. ومعنى أعطيت الله وأعطيت لله متقاربان.
ويقال: الله تعالى يبغض، ويمقت، وينتظر، ويمهل، ويستدرج، ويترقب، قال الله تعالى: {وانتظروا إنا منتظرون} (¬2) ... (¬3) ، وذلك على غير استبعاد، ولا يقال شيء يبعد عليه.
ومنه يقال: أنزل الله القرآن بعمله، بمعنى أنه أنزله وهو عالم، وليس للباء هاهنا معنى ثان. وكذلك فعل بقدرته وبإرادته وبحكمه، وأما ما كان للباء فيه معنى ثان [كأن] يقال: عذبه الله بناره، وأقام بدنه بالطعام، فأمره بالطاعة، وزجره بالقرآن، فالباء في هذا أجمع على غير استعانة وغير /24/ حاجة.
ومنه [في حكم ألفاظ مختلفة في حق الله تعالى أيضا]:
ويقال: الله تعالى علم وأدب، والله تعالى معلمنا ومؤدبنا، وفقه. ولا أعلمهم يقولون: الله المفقه، وهذه أقرب من معلم ومؤدب. ويقال: الله أقامني وأقعدني، والله المقيم لي، والله مقعدي، ولا يجوز: الله القائم لي. ويقال: الله عاصمي، والعاصم لي وناصري والناصر لي. ويقال: الله تعالى جاء بي وذهب بي، كما جاء الله بالمطر، وجاء بالفرج، وجاء بالسعة والخصب، ويقال: لا جاء الله به. ويقال: اللهم جئ به، وكذلك جاء الله بك وذهب بك.
पृष्ठ 44