عن ابن الأعرابي (¬1) :
/23/ دعوت الله حتى خفت ... ألا ... يكون الله يسمع ما ... أقول (¬2)
معناه: يجيب ما أقول، وهذا يؤول معناه إلى القول. وأما القول في وصف الله تعالى بأنه سميع وأنه سامع من صفات الذات فهو على ما بينا. ويدل على أن السميع ليس يعدى إلى مسموع قول أهل اللغة للإنسان: إنه سميع بصير إذا لم يكن أعمى ولا أصم، وكان إذا سمع (¬3) المسموع سمعه، وإذا وجد المبصر أبصره، وإن لم يكن في حال ما وصفوه بأنه سميع بصير بحضرته ما يسمعه ولا يبصره، فلو كان الوصف له بأنه سميع تعدى إلى مسموع لم يكونوا يصفونه بذلك من غير أن يثبتوا له في ذلك الوقت مسموعا.
فصل [وصف الله تعالى بأنه بصير]
ويوصف بأنه بصير، وأنه لم يزل بصيرا. وهو من صفات الذات، ولا يجوز أن يقال: لم يزل مبصرا؛ لأنه لا بد من أن يكون معدى إلى المبصر. فلما لم يجز أن يكون المبصر إلا وهو موجود لم يجز أن يوصف الله تعالى بأنه مبصر له؛ لأنه لا يكون مبصرا إلا وهو موجود.
पृष्ठ 43