200

दिया

الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10

शैलियों

ولما كان قوله تعالى: {وهو يدرك الأبصار} على كلتا (¬1) الدارين كان قوله تعالى: {لا تدركه الأبصار} على الدارين كلتيهما. ولما كان نافيا أن يشبهه (¬2) شيء، كان نافيا أن تدركه في كلتا الدارين على الجهرة؛ لأنه لا يشبهه شيء في كلتا الدارين.

وفيما عقلنا أن كل مدرك له شبه ونظير، وكل مدرك ببصر فذو لون، وكل ذي لون (¬3) فيحتمل التركيب لحلول اللون في ذاته، وكل شيء حل في شيء فمصنوع؛ لأنه احتمل حلول الشيء فيه، وما قبل لونا من الألوان إن احتمل قبل الألوان كلها، وما كان فيه معنى واحد منها كان محتملا للتغيير، لاحتماله القبول لما ليس فيه.

ولا يجوز في حجة العقل أن يرى الله تعالى جهرة بالأبصار، من قبل أنه لا يخلو الناظر إليه من أن يكون يراه في مكان أو يراه في كل مكان:

- فإن كان يراه في مكان دون مكان، فما فضل الخالق على المخلوق إن (¬4) كان المخلوق في مكان دون مكان والخالق كذلك؟ وهذه الصفة محدودة، وكل محدود فمعدود، وما جرى عليه (¬5) العدد فمنقوص.

- وإن كان يراه في كل مكان فالمخلوق إذا أعظم من الخالق إذا كان وهو في مكان ينال ببصره من كان في كل مكان.

وأيضا: فلا يعدو من أن يكون يراه حتى لا يخفى عليه منه شيء، أو يخفى عليه منه شيء:

- فإن كان لا يخفى عليه من خالقه شيء إلا ويراه فقد أحاط به، والمحاط به صغير، والمحيط به أكبر.

पृष्ठ 204