البحر : بسيط تام
برق الحمى لاح مجتازا على الكثب
وراح يسحب أذيالا من السحب
أضاء والليل قد مدت غياهبه
فانجاب عن لهب يذكو وعن ذهب
فما تحدر دمع المزن من فرق
حتى تبسم ثغر الروض من طرب
وغنت الورق في الأفنان مطربة
وهزت الريح أعطافا من القضب
والصبح خيم في الآفاق عسكره
والليل أزمع من خوف على الهرب
فقلت للصحب قوموا للصبوح بنا
يا طيب مصطبح فيه ومصطحب
واستضحكوا الدهر عن لهو فقد ضحكت
كأس المدامة عن ثغر من الحبب
فقام يسعى بها الساقي مشعشعة
كأنها حلب العناب لا العنب
حمراء تسطع نورا في زجاجتها
كالشمس في البدر تجلو ظلمة الكرب
وراح يثني قواما زانه هيف
بمعطف من قضيب البان مقتضب
पृष्ठ 8