وإنما لعليّ في الورى نعم ... كادت تعيد لهم شرخ الصبى النائي
وراحةٌ حوَت العليا بما شملت ... أبناء آدم بالنعمى وحوّاء
قاضي القضاة إذا أعيا الورى فطنًا ... حسيرة العين دون الباء والتاء
والمعتلي رتبًا لم يفتخر بسوى ... أقدامه الراءُ قبل التاء والباء
والثاقب الفكر في غرّاء ينصبها ... لكل طالب نعمى نصبَ إغراء
لطالب الجود شغل من فتوّته ... وطالبِ العلم أشغال بإفتاء
لو مس تهذيبهُ أو رِفقه حجرًا ... مسته في حالتيهِ ألفُ سرّاء
من بيت فضل صحيح الوزن قد رجحت ... به مفاخرُ آباءٍ وأبناءِ
قامت لنصرة خير الأنبياء ظبا ... أنصاره واستعاضوا خير أنباء
أهل الصريجين من نطق ومن كرمٍ ... آل الريحين من نصرٍ وأنواء
المعربون بألفاظٍ ولحن ظبا ... ناهيك من عربٍ في الخلق عرباء
مفرغين جفونًا في صباح وغى ... ومالئين جفانًا عند إمساء
مضوا وضاءَت بنوهم بعدهم شهبًا ... تمحى بنور سناها كلّ ظلماء
فمن هلالٍ ومن نجمٍ ومن قمرٍ ... في أفق عزٍّ وتمجيدٍ وعلياء
حتى تجلى تقيّ الدين صبح هدًى ... يملي وإملاؤه من فكره الرَّائي
يجلو الدّياجيَ مستجلى سناه فلا ... نعدم زمان جليّ الفضل جلاّء
أغرّ يسقي بيمناه وطلعته ... صوب الحيا عام سرَّاء وضرَّاء
لو لم يجدنا برفدٍ جادنا بدُعًا ... معدٍ على سنوات المحل دعاء
ذو العِلم كالعلم المنشور تتبعه ... بنو قرًى تترجاه وإقراء
فالشافعيّ لو استجلى صحائفه ... فدى بأمَّين فحواها وآباء
وبات منقبضًا ربّ البسيط بها ... ومات في جلده من بعد إحياء
يقرّ بالرّقّ من ملك ومن صحفٍ ... لمن يجلّ به قدر الأرقاء
لمن بكفيه إما طوق عارضةٍ ... للأولياء وإما غلّ أعداء
لا عيبَ فيه سوى تعجيلِ أنعمهِ ... فما يلذّ برجوى بعد إرجاء
يلقاك بالبشر تلوَ البرّ مبتسمًا ... كالبرق تلوَ هتونِ المزن وطفاء
أن أقطع الليل في مدحي له فلقد ... حمدت عند صباح البشر إسرائي
1 / 9