ليتَ شعرِي من منك أولى بمثلِي ... يا فريدَ الأجوادِ والكرماء
دمتَ سامي المقامِ هامي العطايا ... قاهر البأس فارجَ الغماء
لمواليك ما ارْتجَى من بقاءٍ ... ولشانيك ما اخْتشَى من فناء
وقال يمدح قاضي القضاة تقي الدين السبكي
البسيط
ليلايَ كم ليلةٍ بالشعر ليلاء ... وليلةٍ قبلها كالثغر غراء
وصلٌ وهجرٌ فمن ظلماء تخرجني ... لنور عيش ومن نورٍ لظلماء
ما أنتِ إلا زمانُ العمرِ مذهبةٌ ... بالثغر والشعر إصباحي وإمسائي
أفديكِ من زَهرةٍ بالحسن مشرقةٍ ... بليتُ من عاذلي فيها بعوَّاء
ويح العذول يرى ليلي ويسمعُ من ... لا يسمعُ العذلَ فيها قولَ فحشاء
يا ربَّ طرفٍ ضريرٍ عن محاسنها ... وربَّ أذنٍ عن الفحشاء صمَّاء
وربَّ طيفٍ على عذرٍ يؤوبني ... بشخص عذراء يجلو كأس عذراء
فبتُّ أرشفُ من فيهِ وقهوتهِ ... حِلينِ قد أثملا بالنومِ أعضائي
زورٌ عفيفٌ على عينِ الشجيِّ مشى ... فيا لَهُ صالحًا يمشي على الماء
ثم انتبهت وذاتُ الخالِ ساكنة ... لم تدر سهدي ولم تشعر بإغفائي
رشيقةٌ ما كأني يومَ فرقتِها ... إلا على آلةٍ في القوم حدباء
ميتٌ من الحبِّ إلا أنني بسرى ... ذكرِ الصبابةِ حيٌّ بين أحياء
في كل حيّ حديثٌ لي يسلسله ... تعديلُ دمعيَ أو تجريحُ أحشائي
قد لوَّع الحبّ قلبي في تلهبهِ ... وصرَّحَ الدَّمعُ في ليلي بإشقائي
وزالَ ما زالَ من وصل شفيتُ به ... من عارض اليأس لكن بعد إشفائي
أيامَ لي حيث وارتْ صدغها قبلٌ ... كأنَّ سرعتها ترجيع فأفاء
تدير عينًا وكأسًا لي فلا عجب ... إذا جننت بسوداءٍ وصفراء
حتى إذا ضاء شيب الرأس بتّ على ... بقية من نواهي النفس بيضاء
مديرةَ الكأس عني أن لي شغلا ... عن صفو كأسك من شيبي بإقذاءِ
ما الشيب إلا قذى عين وسخنها ... عندي وعند برود الظلم لمياء
عمري لقد قل صفو العيش من بشر ... وكيف لا وهو من طين ومن ماء
1 / 8