पश्चिमी दर्शन पर दार्शनिक अध्ययन (भाग दो)
دراسات فلسفية (الجزء الثاني): في الفلسفة الغربية الحديثة والمعاصرة
शैलियों
1
ثم يدخل التفسير كجزء من النص، ويمحي الفرق بين البداية والنهاية، بين الوحدات الأولى والمقاطع الأخيرة، ويصبح القارئ مؤلفا كما كان المؤلف قارئا، ويتحول العمل الفردي إلى عمل جماعي كما هو الحال في المأثورات الشعبية. النص إذن إبداع مستمر وخلق جماعي لا فرق بين تأليفه وقراءته، بين وضعه وانتحاله، بين فهمه وشرحه؛ لذلك ظهرت «مدرسة الأشكال الأدبية» للبحث عن الوحدات الأولى التي تكون منها النص وذلك من خلال أشكالها الأدبية، وأصبح نقد الأشكال الأدبية أحدث فروع نقد النصوص.
2
والنص ليس مجرد تدوين للحفظ والتسجيل ولكنه يمثل سلطة توجيه وتقنين وتشريع؛ فالنص الأدبي يؤثر في أجيال الأدباء الشبان ويكون أحد مصادر الإلهام في التشريعات وفي تكوين القادة والأبطال. والنصوص التاريخية تعبر عن روح الأمة وتكشف عن مسارها في التاريخ. والنصوص القانونية هي أساس الدولة ودعامة مؤسساتها. والنصوص الدينية هي بالأصالة سلطة تصدر عن الوحي وطاعة الأنبياء، تعطي شرعية للسلطان ضد معارضيه كما تشرع للثورة ضد السلطان. يظهر النص كسلطة في النصوص الدينية أكثر من ظهورها في النصوص الأدبية أو التاريخية أو القانونية. وتقتضي النصوص الدينية والقانونية الطاعة أكثر مما تقتضيه النصوص التاريخية والنصوص الأدبية؛ لذلك تستعمل النصوص كشواهد في الخطاب في المجتمعات النصية التي لا يزال النص يمثل فيها سلطة؛ ومن ثم انقسمت الحجج قسمين؛ حجة سلطة وحجة عقل بتعبير المعاصرين أو حجة نقلية وحجة عقلية بتعبير القدماء.
3
لا يحتوي النص إذن على مجرد فكرة أو تصور نظري بل هو أمر أو نهي، خطاب يقتضي الطاعة بإتيان فعل أو بالإمساك عن فعل. يتضمن النص توجها عمليا أكثر مما يتضمن معرفة نظرية؛ فهو أقرب إلى الأخلاق منه إلى المعرفة؛ لذلك ارتبطت علوم التفسير بعلوم النفس والأخلاق وكأن مهمة النص هي الإصلاح والتغيير، التخلي عن العادات السيئة واكتساب العادات الحسنة. النص دعوة إلى الإصلاح في الأرض دون الإفساد فيها؛ لذلك كثرت قراءة النصوص في الخلايا والجمعيات السرية.
4
رابعا: ضرورة النص
وبالرغم من عيوب استخدام النص كحجة سلطة طبقا لأهواء جماعات الضغط وأغراض الفئات الاجتماعية، فإن النص له قوة سحرية في الاستشهاد به كقول مأثور أو حكمة شعبية أو مثل عامي أو بيت شعر، وكأن الخطاب العقلاني المعاصر لا يكفي للإقناع إلا بعد تطعيمه بسلطة النص. فإذا استطاعت الخاصة فهم الخطاب العقلاني فإن العامة في حاجة إلى المثل والحكمة الشعبية والنص الديني أو الأدبي أو القول المأثور أو سير الملاحم والأبطال للإيحاء بالمعنى وإقناع الجمهور العريض. وإذا كان البرهان وسيلة لخطاب الخاصة فإن الخطابة هي الطريق إلى قلوب العامة؛ لذلك كثرت في كتب الديانات الأمثال والحكم والأشعار والأناشيد والأقوال المأثورة والمزامير وسجع الكهان نظرا لقدرتها على التخييل والتعبير بالصور الفنية عن المعاني لأكبر عدد ممكن من الناس بصرف النظر عن مستويات ثقافاتهم.
1
अज्ञात पृष्ठ