74

दयल तगारिब अल-उमम

ذيل تجارب الأمم

अन्वेषक

أبو القاسم إمامي

प्रकाशक

سروش، طهران

संस्करण संख्या

الثانية، 2000 م

शैलियों

इतिहास

فسيقوم من موضعه ويمشى فاتبعه إلى منزله فإذا دخلت فانزع ثياب سفرك التي عليك والبس الثياب التي يسلمها إليك وخذ منه ما تريده لنفسك واقصد بعد ذلك زقاق القناديل فإنك سترى شيخا حلاويا اسمه كذا ويعرف بكذا فاسئل عنه لتتحقق أنه هو. ثم اجلس عنده فاذكر له صنعتك [93] ومعرفتك بأمر الحلواء وتوصل إلى أن تعمل عنده من يومك والزمه وخفف مؤنتك عليه وإن دعاك الى منزله فامض معه فإذا عملت معه خمسة عشر يوما أو أكثر وعرفك الناس واشتهر عنك جودة الصنعة فاستأجر بإزاء دكانه دكانا وابتع ما تريده من آلة ومتاع واستدع ثمن ذلك من منير الخادم فإن زبون الحلاوى سيعدل إليك ويقف أمره ويسئلك الشركة فإذا سألكها فأجبه إليها وشاركه وأقم فيها معه شهرا. ثم أظهر له شوقك الى بغداد والى عيالك الذين بها وصفها عنده وعظم الكسب بها فى عينه وابعثه على الخروج إليها وعده المواعيد الكثيرة فإن احتج عليك بأهله وولده فقل له: معى دنانير وأنا أدفعها إليك لتجعلها نفقة لهم مدة غيبتك عنهم. وأعلمه أنك تفعل ذلك إيثارا لصحبته وأنه إذا حصل ببغداد أنزلته دارك وجعلته فى دكانك وأعطيته قسما وافرا من الربح مما تتجر فيه من مالك فإن أحب بعد ما يشاهده المقام أقام وإن آثر العود إلى مصر زودته من طريق العراق ما يعود به إلى أهله واجهد فى حمله معك الى حضرتنا واخدم فى ذلك خدمة تحظ [94] بحسن العاقبة فيها وتناول من منير ما تحتاج اليه لنفسك وله واحفظ السر واحترس من حيلة تتم عليك واجتز على طريق الموصل فى عودك.» فلما سمعت ذلك كله قلت:

- «السمع والطاعة وأرجو أن يوفقنى الله لما أهلت له.» فأخذ شكر بيدي وعدل بى الى موضع ونزعت ثيابي وألبست مبطنة ودفعت الى عشرون دينارا وقال:

«هذه نفقة طريقك.» ثم استدعى أعرابيا اسمه حسان جالسا فى الصحن وسلمنى اليه وقال له:

- «هذا الرجل فاحفظه وأوصله [1] الى حيث وقفت عليه.» فأخذ الأعرابى بيدي ونزلنا فجلسنا فى سمارية من سماريات النوبة وصعدنا باب خراسان ومشينا الى وجه الجامع فإذا هناك أربعة أجمال ورجلان من العرب وركبا وركب الأعرابى وركبت وسرنا وما زلنا من موضع الى موضع آخر حتى وصلنا إلى مصر فى سبع وعشرين ليلة فحطنى القوم وقال لى صاحبي منهم:

- «امض فى حفظ الله وهات علامة بوصلك.» فقلت: «العلامة أن مولانا قال لى: إذا عدت فخذ على طريق الموصل.» ولا والله ما سألونى من أنا ولا فى أى شيء توجهت.

وقصدت باب الجامع فإذا الخادم الأبيض فسلمت عليه وقلت له [95] ما

पृष्ठ 80