نكت من جملة مشروح [1] وجد بخط [45] ابن شهرام دلت منه على دهاء وحزم وقوة رأى
قال: لما حصلت بخرشنة عرفت ان الدمستق خرج من القسطنطينية آخذا فى الاحتشاد والاستعداد ومعه رسول حلب المعروف بابن مامك وكليب حمو أبى صالح السديد. فأما كليب فإنه كان مع ورد وحصل فى جملة العصاة الذين أومنوا وأقروا فى بلد الروم بعد ان صودروا وهم الروم بمصادرته أسوة بغيره وارتجاع الضياع التي سلمت اليه حين سعى فى تسليم قلعة برزوية إليهم، فتوصل كليب إلى البركموس والدمستق بما أرضاهما به وضمن لملك الروم فى أمر حلب وغيرها ضمانات دفع بها الشر العاجل وبذل تعجيل ما يتعلق بخراج حلب وحمص لما كان صهره وأنه لا يخالفه، فتخلص بهذه الحجة. وأما رسول حلب فإنه لم يفعل معه أمر الا انه طولب بخراج ما مضى من السنين.
وحصل الدمستق بموضع عادل عن جادة البريد فعدل ابن قونس بى اليه ووجدته حدث السن معجبا بنفسه لا يؤثر تمام الهدنة لا حوال منها أنه يستغنى عنه فى العاجل فتبطل سوقه [46] ومنها أن يقع الطمع فيه من ملك الروم «ولا نأمن بوائقه» والثالثة ما يرجوه ويشتهيه لنفسه، الا انه أظهر جميلا وقبل الهدنة وشكر عليها.
ثم سألنى عما وردت فيه، فذكرت جملته وواقفه ابن قونس على نسخة الشرط فلما وقف عليه قال:
- «لو تم للرؤساء ان نخلى لهم عما يريدونه من البلدان والحصون باللطف
पृष्ठ 40