ذكر اتفاق عجيب فى خلاص أبى إسحاق وهلاك ابن السراج
قد تقدم فى كتاب تجارب الأمم ذكر السبب فى القبض عليه عند إفاقة ابن بقية من علته التي أشفى فيها فلما قبض عليه نقل القيد من رجل أبى إسحاق إلى رجله وعاد أبو إسحاق إلى خدمة عز الدولة وكتب عنه فى أيام المباينة بينه وبين عضد الدولة الكتب [35] التي تضمنت الوقيعة فيه [1] فنقم عليه ذلك.
فلما ورد عضد الدولة فى الدفعة الأخيرة وحصل بواسط خرج أبو إسحاق بما فى نفسه من الحذر إلى أبى سعد بهرام بن أردشير وهو يتردد فى الرسائل والوساطة، وسأله اجراء ذكره وإقامة عذره والاحتياط له بأمان يسكن اليه نفسه وكتب على يده كتابا.
ففعل أبو سعد ذلك وتنجز له جواب كتابه وفيه توقيع عضد الدولة بالتوثقة والأمان، ودخل عضد الدولة بغداد فأجراه على رسمه. فلما حصل بالموصل كتب إلى أبى القاسم المطهر بن عبد الله فقبض عليه على مضض منه وكراهية.
ذكر السبب فى ذلك
لما أخرج إلى الديوان ما وجد فى قلاع أبى تغلب من الحسبانات والكتب لتتأمل، كان فيها الشيء الكثير من كتب عز الدولة إلى أبى تغلب بخط أبى إسحاق الصابي فحملت إلى عضد الدولة. فلما وقف عليها حركت ما فى
पृष्ठ 32