إليها ونزل مؤيد الدولة على فراسخ من البلد فى موضع ماء وجده، وأنفذ إلى طبرستان من دخلها وملكها لأن قابوس أخلاها وجمع العساكر عنده واحتشد بغاية جهده.
وطلعت طلائع العسكرين وتمسك قابوس بموضعه وتوقف [26] مؤيد الدولة عن مقاربته إشفاقا من تعذر الماء وأقام الفريقان على هذه الحال أياما.
ذكر حرب جرت على غير ترتيب آل عقباها الى الخير والاتفاق
لم يزل مؤيد الدولة يجيل الرأى ويعمل التدبير إلى أن عرف خبر واد بظاهر البلد يجتمع اليه مياه الأمطار فى أيام الشتاء وأنه متى سدت أرجاء تقاربه وأسيح ماؤها اليه أمكن النزول عليه فركب هو وجماعة من خواصه فى عدد قليل من الغلمان لمشاهدة الموضع وتقدم إلى من كان خرج للمناوشة بالتوقف فى ذلك اليوم وأقام على الجبل من يمنع ويرد.
فما هو أن بعد عن العسكر حتى زحف الديلم منازعين إلى لقاء القوم وقابلهم عسكر قابوس بمثل حالهم واشتد القتال وبلغ مؤيد الدولة ذلك فقامت عليه القيامة وأنفذ جماعة من الحجاب والنقباء فوجدوا الأمر قد فات عن حد القبول، فانكفأ حينئذ إلى موضع المعسكر.
ولم تزل [27] الحرب قائمة على ساق إلى أن صوبت الشمس للغروب.
ذكر غلط جرى من قابوس فى رد أصحابه بعد أن لاح له الضعف من مؤيد الدولة
पृष्ठ 25