خمس وعشرين وقدم القاهرة وله بضع وعشرون سنة فسمع من الوادى آشى وأبى الفتح الميدومى ومظفر الدين العطار والعرضى وسمع بدمشق من ابن أميلة وبالحجاز من الشيخ خليل المالكى والعفيف اليافعي ومن غيرهم تخرج في الفقه على الشيخ جمال الدين الإسنوى والشيخ ولى الدين المنفلوطى وغيرهم وتخرج في الحديث بمغلطاى ومهر في الفقه والأصول والعربية وشغل فيها وبنى زاوية بالمقس ظاهر القاهرة وأقام بها يحسن إلى الطلبة ويحملهم على التفقه ويرتب لهم ما يأكلون ويسعى لهم في الرزق وخصوصا الواردين من الضواحى فصار أكثر الطلبة بالقاهرة من تلامذته وتخرج به منهم خلق كثير وكان حسن التعليم لين الجانب متوضعا بشوشا متعبدا متقشفا مطرح التكلف ويدرس بمدرسة الناصر حسن وبالآثار النبوية وبالجامع الأزهر لازمه طويلا وأخذت عنه في الفقه وقرأت عليه في جامع الترمذى وغيره وقد عين مرة للقضاء فتوارى وذكر أنه فتح المصحف فخرج قال رب السجن أحب إلى مما يدعوننى إليه يوسف33 ولم يزل مستمرا على طريقته وإفادته ونفعه إلى أن حج في سنة إحدى وثمانمائة فمات راجعا في المحرم بعيون القصب بالقرب من عقبة أيلة ودفن هناك ورثاه صديقه شيخنا العراقى بقصيدة دالية طويلة قرأتها بخطه وأثنى عليه فيها كثيرا رحمه الله تعالى
58- ابراهيم بن محمد بن اسحاق الدجوى النحوى
أخذ عن الشهاب بن المرحل والجمال بن هشام وغيرهما واتقن حل الخلاصة الألفية فكان يقررها تقريرا حسنا وانتفع الطلبة به وكان يتكسب بالشهادة ويتعاطى العقود الحكمية وفيه دعابة مات في شهر ربيع الأول وقد بلغ الثمانين
पृष्ठ 44