महिलाओं के राज्य में महिलाओं का साम्राज्य
دولة سيدات في مملكة نساء
शैलियों
فأجابت الملكة ساخطة: يا لك من ظالمة! - أعليه أنت مشفقة أم على نفسك وعرشك، بالقضاء العاجل عليه خلاص نفسك، وبهلاكه راحة قلبك. - لله من قلبك الصلد الجلمد، أبالقضاء عليه خلاصي؟ وماذا يبقى لي من سعادة بعد؟ - يبقى لك عرشك الأسنى يا حمقاء. - يا لك من ظالمة جائرة، ألا ترين أن العرش بلا حب ظلام دامس، والعرش بلا حبيب ليل بلا بدر، والحياة بلا حب لا تختلف عن الموت إلا بالملل والسأم. آه وا شقوتاه! - بئس غرامك هذا. إنك بهذا الجنون فاقدة العرش والحبيب جميعا. وتنفيذ الحكم ينقذ أولهما وينقذك.
فقالت الملكة وكأن بها نوبة جنون: ويحك لا أقنع إلا بسلامة ثانيهما. - سلامة أفريدوس تكلفك حياتك يا غبية، أتهربينه. أتعفين عنه. كلا الأمرين يغضبان الهيكل عليك ويهيجان الأمة ضدك.
فارتمت الملكة على المقعد خائرة. وقالت: أماه، دبريني في نكبتي، أين ذكاؤك؟ أين دهاؤك؟ - لقد فقدت نصف ذكائي وثلاثة أرباع دهائي منذ تنازلت عن العرش لك بسبب فقد نظري، لو بقيت في عرشي عمياء لكنت في حكمي أحد منك بصرا. لقد بسطت لك تدبيري فلم تذعني.
فأجفلت الملكة: ماذا؟ أن أنفذ حكم الإعدام بأفريدوس؟ هذا مستحيل، مسكينة أنت. لقد حرمك إلهك نعمة الحب، فصم قلبك عن نبضاته، يجب أن يبقى أفريدوس ولو فقدت العرش، هل فهمت؟ - وتفقدين حياتك أيضا، وحياته لا تسلم. فنصيحتي الأخيرة: أن تضحي بواحد من الثلاثة خير من التضحية بالثلاثة معا، حياتك وحياته والعرش. ضحي بحياته يبق لك حياتك والعرش.
فسخطت الملكة سخطا عظيما، وصرخت صراخا شديدا: عني يا أماه. إذا لم يكن عندك غير هذه النصيحة التعسة، فدعيني أتلقى الويل المنقض علي بشجاعة الملكة.
حينذاك دخل أفريدوس من باب السر بثوبه الأمازوني، وقال: النصيحة الخالصة ما قالت أمك الموقرة أيتها الملكة، دعيني أمضي إلى دار القضاء حيث أتلقى بسرور النقمة المنقذة لك من الويل.
فقالت الملكة بأمر محتوم: مكانك، إلى بيت سرك، فللزمن رأي، وفي صدره نصائح، فعاد أفريدوس إلى وجاره صاغرا.
3
وبقيت الملكة بعد خروج أمها وأفريدوس وحدها، ولو وضع ميزان الحرارة على جبهتها حينئذ لارتفعت حرارته إلى الخمسين، تكاد تنفجر غما وهما، لم يعد القصر يسعها، بل الجو لم يعد يتحمل حر أنفاسها. انتفخ رأسها حتى كاد يصطدم بالجدران حولها، عدمت الحيلة، لم تعد ترى بدا من التضحية بنفسها أولا، وبعد ذلك يبقى أفريدوس والعرش في ميزان القدر الأعمى.
وفي إبان أزمتها طرقت جورجيا الباب ثم دخلت إذ سمعت صوت الملكة بالإذن. - مولاتي، هنا فتاة جاريجارية تتوسل إلى إذن جلالتك بالامتثال بين يديك لأمر لا تريد أن تفضي به إلى سواك.
अज्ञात पृष्ठ