فلما وصلوا إلى جهات بني شاور، جعلوا محطتهم في موضع مشرف يسمى الخيرة وأمر الإمام -عليه السلام- الأمير المجاهد أحمد بن محمد بن حاتم والأمير الكبير أحمد بن يحيى بن الحسن بن حمزة فحطا في الحصبات والهجر في مقابلة الأمير شمس الدين المتوكل، والحرب مستمر على حصن مدع، وأحاطت العساكر بالحصن واشتد بهم الجهد. ثم لم يلبث الأمير بدر الدين عبدالله بن الحسن بن حمزة أن وصل من هجرة سناع في عسكر من بني شهاب وبني الراعي(1) وغيرهم، فقابله الإمام بالإجلال والتعظيم، ولم يظهر عليه أمر يكرهه. وكثرت الأحاديث من بعض من وصل معه؛ أن باطنه مع أصحابه، فاستأذن الإمام في الصدور إلى أصحابه إلى محطة الحيرة، فلما وصل إليهم ابتهجوا به وعظموا شأنه، واجتمع رأيهم على إعمال المكيدة في الإمام -عليه السلام- ومخادعته وتتبع أنصاره إن أمكنهم جهرا وإلا فسرا.
ثم رجع إلى الإمام -عليه السلام-، وفي فلتات لسانه معنى الإرجاف. ووصل الأمير الكبير جعفر بن أبي هاشم بن محمد بن الحسين بن حمزة في وجوه من قبائل ذيبان(2) وغيرهم، فلما وصلوا إلى الإمام، وقع حرب عظيم بين عسكر الإمام وأهل الحصن، فدخل أكثر من وصل من القبائل مع عسكر الإمام وحاربوا أهل الحصن وأثخنوهم بالجراحات، ولم تبق قبيلة ممن وصل من القبائل[380] حتى عاهدوا الإمام سرا وأنه عند إقباله إلى البلاد أنهم قائمون معه(3).
पृष्ठ 245