शाम में उमय्यद राज्य
الدولة الأموية في الشام
शैलियों
يدخل من كان في مدينتهم من تاجر وأجير وتابع من الأنباط وغيرهم وأهل القرى في هذا الصلح. وقد سمي هؤلاء بالرواديف لأنهم تلوهم وليسوا منهم.
3
فنرى أن هذا الصلح لا يعقده غالب مع مغلوب لما هو عليه من التساهل وحسن المعاملة، ولا شبهة أن الجراجمة كانوا أقوياء الشكيمة شديدي المراس، فأحب أبو عبيدة أن يستفيد من صداقتهم، فعقد معهم هذا الصلح الشريف الضامن نوعا لاستقلالهم، غير أنهم كانوا لا يستقيمون للولاة الأمويين، فيثورون المرة تلو المرة ، ويكاتبون البيزنطيين ويمالئونهم، وإذا غزت الصوائف قطعوا على اللاحق والمتخلف من المسلمين وأعملوا فيه السيف، فأجبر معاوية الأول - اتقاء لشرهم - أن ينقل إلى السواحل السورية قوما من زط البصرة سنة 49-50ه/669-670م، وقد وهب لهم الأرضين وبذل لهم في العطاء كيما يكونوا شوكة في عين الجراجمة.
الجراجمة
لما استفحل أمر ابن الزبير ودانت له الحجاز والعراق، وقام عمرو بن سعيد يطلب الخلافة، هاجم البيزنطيون جبل اللكام، فحالفهم الجراجمة وراحوا يساعدونهم ويبثون دعوتهم، وقد تم لهم الفوز والغلبة حتى أخضعوا لبنان لسلطانهم وكادوا يستولون على دمشق، فاضطر عبد الملك بن مروان يومئذ إلى أن يؤدي للجراجمة ألف دينار في كل جمعة، وأن يصالح البيزنطيين على مال يؤديه لهم مخافة أن يخرجوا إلى عاصمته فيغلبون عليها.
عرف الأمويون أنه لا مناص لهم من التغلب على الجراجمة حفظا للتخوم الشامية الشمالية، واستبقاء للثغور التي افتتحوها في الساحة البيزنطية، فوجه إليهم الوليد بن عبد الملك أخاه مسلمة بن عبد الملك سنة 89ه/707م، فأناخ عليهم وخرب مدنهم وقراهم وأجبرهم على قبول الشروط الآتية:
أولا:
ينزل الجراجمة بحيث أحبوا من الشام ويجري على كل امرئ منهم ثمانية دنانير وعلى عيالاتهم القوت من القمح والزيت، وهو مديان من قمح وقسطان من زيت.
ثانيا:
لا يكره الجراجمة ولا أحد من أولادهم ونسائهم على ترك النصرانية.
अज्ञात पृष्ठ