शाम में उमय्यद राज्य
الدولة الأموية في الشام
शैलियों
فكسره وقتله وشتت شمل جيشه، وقال يزيد بن عبد الملك لما حمل إليه رأس يزيد بن المهلب: إن يزيد طلب جسيما وركب عظيما ومات كريما،
21
وهكذا قضى فاتح جرجان وطبرستان صريعا في العقر وهو يتطلب الاستقلال للعراق والسلطان لذاته.
وكان الحسن البصري إمام البصرة يومئذ يثبط الناس عن يزيد بن المهلب ويدعوهم إلى السلام والطاعة للخليفة والكف عن سفك الدماء ويزهدهم في النزاع والفتنة، وقد كان لأقواله تأثير كبير على الناس، فلم ينجدوا يزيد النجدة المطلوبة، بل أخذوا في إهمال أمره أخيرا، ومن أقوال الحسن البصري بهذا الصدد: «أيها الناس الزموا رجلكم، وكفوا أيديكم، واتقوا الله مولاكم، ولا يقتل بعضكم بعضا على دنيا زائلة وطمع منها يسير ليس لأهلها بباق وليس الله عنهم فيما اكتسبوا براض، إنه لم يكن فتنة إلا كان أكثر أهلها الخطباء والشعراء والسفهاء وأهل التيه والخيلاء، وليس يسلم منها إلا المجهول الخفي والمعروف النقي، فمن كان منكم خفيا فليلزم الحق وليحبس نفسه عما يتنازع الناس فيه من الدنيا، فكفاه والله بمعرفة الله إياه بالخير شرفا، وكفى له به من الدنيا خلفا منكم، ومن كان معروفا شريفا فترك ما يتنافس فيه نظراؤه من الدنيا إرادة الله بذلك فواها لهذا ما أسعده وما أرشده وأعظم أجره وأهدى سبيله، فهذا غدا - يعني يوم القيامة - القرير عينا الكريم عند الله مآبا.»
22 (3-2) فتح سجستان
وجه معاوية الأول ابن عامر واليا على البصرة، فأرسل هذا عبد الرحمن بن سمرة إلى سجستان فافتتح بعض مدنها عنوة والبعض الآخر صلحا، حتى بلغ كابل فحاصرها أشهرا ورمى حصونها بالمنجنيق فخضع أهلها.
23
وتشتهر سجستان برياحها الشديدة وطبيعتها الجبلية وجوها القاسي، ويمتاز أهلها بكبر الجثة والجلادة ومعظمهم من الفرس، وقد امتنعوا على بني أمية فلم يشتموا عليا على منابرهم ولم يلعنوه، ويقول معجم البلدان: «إن أهلها يعتمون بثلاث عمائم وأربع، كل واحدة لون، ما بين أحمر وأصفر وأخضر وأبيض وغير ذلك من الألوان على قلانس لهم شبيهة بالمكوك، ويلفونهم لفا يظهر ألوان كل واحدة منها، وأكثر ما تكون هذه العمائم إبريسم طولها ثلاثة أو أربعة أذرع، ولا تخرج لهم امرأة من منزل أبدا، وإن أرادت زيارة أهلها فبالليل، وبها كثير من الخوارج يظهرون مذهبهم ولا يتحاشون منه ويفتخرون به عند المعاملة.»
24 (3-3) فتح خراسان
تشتمل خراسان على أمهات من البلاد أشهرها نيسابور وهراة، ومرو - وكانت عاصمتها - وبلخ وطالقان ونسا وأبيورد وسرخس وما يتخلل ذلك من المدن التي هي دون نهر جيحون، فلما انتشر الإسلام فيها رغب الناس في تعاليمه ومبادئه، فأسرعوا إليه ودخلوا في حظيرته وصالحوا عن بلادهم، فلم يفتحها العرب عنوة ولم يتكبد سكانها الخسائر الجمة التي تأتي بها الحروب عادة، ولم يصابوا بالويلات التي أصيب بها أهل جرجان وطبرستان، فخف خراجهم ولم تسفك دماؤهم.
अज्ञात पृष्ठ