शाम में उमय्यद राज्य
الدولة الأموية في الشام
शैलियों
7
وأصبح لاوون محاربا. وقد ذكر المؤرخون أن لاوون خدع مسلمة خديعة يعاب عليها.
ومهما بالغ المؤرخون العرب في أمر هذه الحيلة، فالحقيقة كل الحقيقة أن البرد الشديد والثلوج الكثيفة والجوع وصعوبة المواصلات بين القيادة العامة للجيش والعاصمة دمشق والعصابات البلغارية التي استجاشها لاوون للفتك بالجند من ورائه والأسطول الذي سد دونهم سبل البحار، كل هذه العوامل سببت فشل الحملة وأنهكت قواها، وقد نزل مسلمة بفناء القسطنطينية ثلاثين شهرا، فشتى وصاف.
ووصف لنا ابن العبري والطبري ما أصاب هذه الحملة من الآلام والشدائد، فقال الأول: «ولقي جنده ما لم يلقه جيش آخر، حتى كان الرجل يخاف أن يخرج من العسكر وحده من البلغاريين الذين استجاشهم لاوون، ومن الإفرنج الذين في السفن، ومن الروم الذين يحاربونهم من داخل، وأكلوا الدواب والجلود وأصول الشجر والورق»،
8
وقال الثاني: «وأكلوا الدواب والجلود وأصول الشجر والورق وكل شيء غير التراب.»
9
ولم يفكر الأمويون بعد هذا الفشل بغزو القسطنطينية لما أصاب البلاد من الإحن الداخلية التي سببت سقوطهم وأدت إلى زوال ملكهم، وظلوا محافظين على ثغورهم في الساحة البيزنطية إلى أيامهم الأخيرة. (3) الفتوح في الساحة الشرقية
كان للأمويين القدح المعلى في الفتوح شرقا، فهم الذين مهدوا السبل لنشر المدنية العربية والتعاليم الإسلامية بين الأمم الفارسية والتركستانية والهندية والصينية، فسيروا جيوشهم إلى الشرق الأوسط والشرق الأقصى، وبذلوا الضحايا الجسيمة في سبيل الاستيلاء على هذه الأقطار، وقد نجحوا في استجلابهم قسما كبيرا من هذه الأمم إلى الحظيرة الإسلامية نجاحا باهرا، غير أنهم لم يتمكنوا من التغلب على لغاتها المختلفة المتباينة تغلبا عظيما، فلم تمتصها اللغة العربية كليا، ولعل هذا ناشئ عن كثرة عددهم وارتحال قبائلهم وراء الماء والكلأ ، وقيام الدولة العباسية على سيوف الأعاجم أخيرا، فإنها اهتمت بنشر الإسلام أكثر من اهتمامها بنشر العربية وتعميمها، ولم يقم الأمويون بهذه الفتوح إلا حبا بالموارد الاقتصادية ودفعا لخطر الثائرين العراقيين وإعلاء لكلمة الله. (3-1) فتح طبرستان وجرجان
أما العراق فكان المركز العام للجيوش الفاتحة والمحطة الحصينة لتسيير الحملات الواسعة الواحدة إثر الأخرى إلى الشرق، وكان بدء المغازي في هذه الساحة على عهد عثمان بن عفان، فإنه أرسل سعيد بن العاص والي الكوفة سنة 29ه/649م إلى طبرستان فغزاها وصالح أهلها على مائتي ألف درهم، فكانوا يؤدونها إلى غزاة المسلمين، وكانت الجيوش الإسلامية لا تنفك عن غزوها، فربما أعطوا الأتاوة عفوا وربما أعطوها بعد قتال، وامتاز أهل طبرستان بالشجاعة وشدة البأس وممارسة القتال، فكانوا دائما يمتنعون من أداء الصلح، فظلوا يحاربون ويسالمون إلى أيام الدولة العباسية،
अज्ञात पृष्ठ