डेविड कॉपरफील्ड
ديفيد كوبرفيلد: أعدتها للأطفال أليس إف جاكسون
शैलियों
وفي صباح أول يوم بعد وصولها مباشرة قالت على مائدة الإفطار: «والآن، كلارا، عزيزتي، لقد جئت إلى هنا لأريحك من كل عناء أستطيع إراحتك منه. إنك أكثر جمالا وطيشا بكثير من أن يفرض عليك أي واجبات أستطيع أنا التكفل بها. إذا تكرمت بإعطائي مفاتيحك يا عزيزتي، فسأعنى بكل هذه الأمور في المستقبل.»
وهكذا تسلمت الآنسة ميردستون المفاتيح، وشرعت في إفراغ محتويات غرفة الخزين وجميع الخزانات، وتنظيم كل شيء على هواها؛ وهمشت زوجة أخيها تماما.
لم يعجب هذا والدة ديفيد كثيرا، وحاولت أن تعترض؛ وفي النهاية تكلمت فجأة ذات يوم وقالت: «إنه أمر صعب الاحتمال للغاية ألا أستطيع وأنا في منزلي أن ...»
ردد السيد ميردستون كلامها: «منزلي؟ يا كلارا!»
قالت متلعثمة، ومن الواضح أنها كانت مذعورة: «أعني منزلنا. إنه لصعب الاحتمال للغاية ألا أستطيع، وأنا في منزلك يا إدوارد، أن أقول كلمة واحدة بشأن الأمور المنزلية. أنا متأكدة أنني كنت أفعل هذه الأشياء جيدا جدا من دون مساعدة قبل زواجنا.»
قالت الآنسة ميردستون: «إدوارد، فلننته من هذا الأمر. أنا راحلة غدا.»
غضب السيد ميردستون للغاية بسبب ذلك، وأخذت والدة ديفيد تبكي، وفي النهاية طلبت من الآنسة ميردستون أن تسامحها، وطلبت منها بتواضع أن تحتفظ بالمفاتيح، وقبلتها، وحاولت أن تصالحها.
شعر ديفيد بحزن كبير على والدته لدرجة أنه ظل يبكي حتى نام. وبعد هذا تركت الزوجة المسكينة الصغيرة إدارة منزلها كله في يدي الآنسة ميردستون، ولم تعد إلى الاعتراض مطلقا.
وقد اعتاد ديفيد أن يتساءل، كلما ساروا إلى المنزل عائدين من الكنيسة - السيد والآنسة ميردستون في المقدمة، والزوجة الصغيرة بينهما، وديفيد نفسه يسير خلفهم متباطئا - إن كان الجيران قد تذكروا قط، مثلما يتذكر هو دائما، كيف كان يسير هو ووالدته عائدين إلى المنزل وكل منهما ممسك بيد الآخر في محبة وسعادة كبيرتين وهما معا. لقد ولى ذلك الزمن السعيد إلى الأبد!
لقد كان يرى الجيران يتهامسون أحيانا، وينقلون أبصارهم بينها وبينه. وعندما ينظر إليها يجد أن مشيتها لم تعد رشيقة للغاية كما كانت من قبل، وأن وجهها الذي كان يوما ما يشبه وجوه البنات أصبحت تكسوه نظرة قلقة حزينة.
अज्ञात पृष्ठ