डेविड कॉपरफील्ड
ديفيد كوبرفيلد: أعدتها للأطفال أليس إف جاكسون
शैलियों
1 - طفولته السعيدة
2 - زيارته لمدينة يارمث
3 - غرباء في المنزل القديم
4 - السفر بالعربة
5 - الأسابيع الأولى في مدرسة سيلم هاوس
6 - جيه ستيرفورث وترادلز
7 - حياة المدرسة
8 - زوار من أجل ديفيد
9 - مثل الأيام الماضية تماما
10 - عيد ميلاد لا ينسى
अज्ञात पृष्ठ
11 - زفاف بيجوتي
12 - ديفيد يخرج إلى الدنيا
13 - العسر المالي لأسرة ميكوبر
14 - ديفيد يتخذ قرارا
15 - رحلته الزاخرة بالأحداث
16 - كيف استقبلته الآنسة بيتسي
17 - الآنسة تروتوود تقرر
1 - طفولته السعيدة
2 - زيارته لمدينة يارمث
3 - غرباء في المنزل القديم
अज्ञात पृष्ठ
4 - السفر بالعربة
5 - الأسابيع الأولى في مدرسة سيلم هاوس
6 - جيه ستيرفورث وترادلز
7 - حياة المدرسة
8 - زوار من أجل ديفيد
9 - مثل الأيام الماضية تماما
10 - عيد ميلاد لا ينسى
11 - زفاف بيجوتي
12 - ديفيد يخرج إلى الدنيا
13 - العسر المالي لأسرة ميكوبر
अज्ञात पृष्ठ
14 - ديفيد يتخذ قرارا
15 - رحلته الزاخرة بالأحداث
16 - كيف استقبلته الآنسة بيتسي
17 - الآنسة تروتوود تقرر
ديفيد كوبرفيلد
ديفيد كوبرفيلد
أعدتها للأطفال أليس إف جاكسون
تأليف
تشارلز ديكنز
ترجمة
अज्ञात पृष्ठ
إسلام سميح الردان
مراجعة
محمد يحيى
الفصل الأول
طفولته السعيدة
لم يعرف ديفيد كوبرفيلد والده مطلقا؛ لأنه توفي قبل أن يولد ديفيد؛ لكن ديفيد لم ينس قط والدته الشابة الجميلة، ولا شعرها الجميل، وعينيها اللطيفتين اللامعتين.
عندما عاد ديفيد بذاكرته إلى الأيام الضبابية لطفولته، كانت أمه هي أول شخص تذكره؛ وكذلك بيجوتي.
كانت عينا بيجوتي سوداوين، ووجنتاها وذراعاها شديدة الحمرة، لدرجة أن ديفيد كان يتعجب لم لم تفضل الطيور نقرها هي على نقر ثمار التفاح.
وفي عصر يوم صحو نشطت فيه الرياح، من أيام شهر مارس، وهو اليوم الذي ولد فيه ديفيد، كانت السيدة كوبرفيلد جالسة بجوار مدفأة ردهة المنزل، وعندما رفعت عينيها إلى النافذة المقابلة لها رأت في الحديقة سيدة غريبة قادمة.
وعلى الرغم من أن الأرملة الشابة لم تكن قد رأتها من قبل قط؛ فإنها شعرت شعورا جازما أنها الآنسة بيتسي تروتوود؛ عمة زوجها المتوفى، التي كثيرا ما كان يتحدث عنها. لقد كان ابن أخي الآنسة بيتسي أثيرا عندها، لكنها غضبت عليه للغاية عندما تزوج مثل هذه الزوجة الشابة الأشبه ببنت صغيرة. كانت الآنسة بيتسي تسميها «دمية شمعية»، رغم أن عينيها لم تقعا عليها مطلقا قبل عصر ذلك اليوم.
अज्ञात पृष्ठ
بدلا من أن تدق الآنسة بيتسي الجرس كأي ضيف آخر، جاءت وأخذت تنظر من النافذة إلى داخل المنزل، حيث ألصقت طرف أنفها قريبا جدا من الزجاج لدرجة أنه صار أفطس وشاحبا للغاية من أثر ضغطه بالزجاج؛ وعندما رأت جسد السيدة كوبرفيلد الشابة الشبيهة بالبنات الصغيرات في ثوب الحداد مثل الأرامل، أشارت إليها لكي تأتي وتفتح الباب.
قالت الآنسة بيتسي وهي تقلب النظر فيها بازدراء: «أظنك السيدة ديفيد كوبرفيلد.»
قالت السيدة كوبرفيلد بوهن: «نعم.»
قالت الضيفة: «أنا الآنسة تروتوود، لقد سمعت عني، أظن هذا.»
قالت السيدة كوبرفيلد إنها سمعت عنها بالفعل.
قالت الآنسة بيتسي، وهي تسير خلف مضيفتها إلى الردهة: «الآن ترينني.»
كانت الآنسة بيتسي تبدو مهيبة للغاية، كما أنها راحت تحدق بقوة، لدرجة أن السيدة كوبرفيلد المسكينة بدأت تبكي.
قالت الآنسة بيتسي: «يا إلهي، كفى. لا تفعلي هذا! تعالي إلي! اخلعي قبعتك يا ابنتي، ودعيني أراك.»
كانت السيدة كوبرفيلد خائفة جدا بحيث لم تستطع أن ترفض؛ لذا خلعت قبعة الأرامل التي ترتديها بيدين متوترتين للغاية لدرجة أن شعرها، الذي كان في غاية الجمال، سقط على وجهها.
صاحت الآنسة بيتسي قائلة: «يا إلهي، يا للروعة! إنك صغيرة للغاية!»
अज्ञात पृष्ठ
نكست السيدة كوبرفيلد المسكينة رأسها خجلا وكأنما كانت هي المسئولة، تلك البائسة، عن هيئتها التي بدت صغيرة للغاية؛ وبينما راحت تبكي وتتحسر بصوت خافت على أنها ليست سوى أرملة شبيهة بالأطفال، وأنها إذا عاشت فلن تصبح سوى أم شبيهة بالأطفال، خيل إليها أنها أحست بالآنسة بيتسي تلمس شعرها في رفق؛ لكنها عندما رفعت رأسها رأت الضيفة جالسة وقدماها على حاجز المدفأة، وقد شبكت يديها فوق ركبتها، وراحت تنظر بعبوس في النيران.
قالت الآنسة بيتسي، عندما رأت مضيفتها وكأنها قد أوشكت على الإغماء: «تناولي بعض الشاي. بم تنادين خادمتك؟»
قالت السيدة كوبرفيلد: «بيجوتي.»
رددت الآنسة بيتسي الاسم بسخط: «بيجوتي!» ثم قالت: «أتقصدين أن تقولي إن أي إنسانة قد سميت بيجوتي عند تعميدها؟»
قالت السيدة كوبرفيلد بوهن : «إنه اسم عائلتها. كان السيد كوبرفيلد يناديها به؛ لأن اسم معموديتها كاسمي تماما.»
صاحت الآنسة بيتسي وهي تفتح باب الردهة: «يا بيجوتي! أحضري الشاي. إن سيدتك متعبة قليلا. لا تتلكئي.»
كانت بيجوتي قادمة في الدهليز وفي يدها شمعة، لكنها وقفت مشدوهة من الصوت الغريب الذي يصيح معطيا الأوامر وكأنه صوت سيد المنزل. بعد ذلك أغلقت الآنسة بيتسي الباب من جديد، وجلست كما كانت تجلس من قبل، واضعة قدميها على حاجز المدفأة.
ثم سألت الآنسة بيتسي بعد فترة صمت قصيرة: «وهل كان ديفيد يحسن معاملتك يا بنيتي؟ هل كان كل منكما مرتاحا مع الآخر؟»
كانت الإجابة: «لقد كنا سعيدين للغاية. وكان السيد كوبرفيلد طيبا معي للغاية.»
دخلت بيجوتي بعد برهة ومعها الشاي وبعض الشموع، وعندما رأت مدى السقم البادي على سيدتها الصغيرة أوصلتها إلى غرفتها، واستدعت الطبيب، وتركت الضيفة الغريبة جالسة بمفردها في الردهة.
अज्ञात पृष्ठ
وقد ولد ديفيد في تلك الليلة؛ وبعد إتمام الولادة توجه السيد تشيليب، الطبيب، إلى الردهة ليتحدث إلى الضيفة الغريبة. التي خلعت قبعتها الصغيرة وربطتها بالأشرطة على ذراعها اليسرى.
فسألت الآنسة بيتسي بجفاء وهي تحدق في الطبيب بتجهم شديد جعل أعصابه تتوتر، وقد كان رجلا قصير القامة للغاية: «كيف حالها؟»
أجاب السيد تشيليب بلطف: «بخير يا سيدتي، سوف ترتاح جدا قريبا، أرجو ذلك، ستنعم بالراحة التي نأمل أن تنعم بها أي أم صغيرة. لا مانع من أن تريها الآن يا سيدتي. قد يكون هذا في صالحها.»
قالت الآنسة بيتسي بحدة: «وهي، كيف حالها؟» أمال السيد تشيليب رأسه قليلا على جنب، وراح ينظر إلى الآنسة تروتوود نظرة طائر لطيف.
قالت الآنسة بيتسي: «المولودة، كيف حالها؟»
أجاب السيد تشيليب: «سيدتي، كنت أظن أنك عرفت. إنه صبي.»
لم تنطق الآنسة تروتوود بكلمة واحدة، وإنما أمسكت قبعتها الصغيرة من الأشرطة، مثلما تمسك مقلاع الحجارة، ووجهت بها ضربة لرأس السيد تشيليب، ثم وضعتها فوق رأسها مائلة، وخرجت؛ ولم تعد بعد ذلك مطلقا. لقد كانت في حالة كبيرة من خيبة الرجاء لأن المولود كان صبيا.
يا إلهي! لقد كانت تلك أياما جميلة، أقصد السنوات الأولى من طفولة ديفيد. وكانوا سعداء ومبتهجين دائما؛ هو والأم الصغيرة الجميلة، والمخلصة بيجوتي.
وقد كان لمطبخ بيجوتي باب يفتح على فناء خلفي؛ يوجد في منتصفه بيت حمام منصوب على سارية، لكن لم يكن فيه أي حمام، كما يوجد بيت صغير للكلب في أحد الأركان، ولم يكن به أي كلب كذلك، وهناك عدد من الدجاج وديك يقف على عمود ليصيح فوقه.
كما توجد حديقة اعتاد أن يلعب فيها؛ حيث كانت ثمار الفاكهة الناضجة تتراكم على الأشجار في فترة الصيف الدافئة؛ وهناك في طرف الحديقة البعيد أشجار دردار طويلة تميل إحداها على الأخرى في النسيم مثل عمالقة يتهامسون بالأسرار، وتتدلى من فروعها العليا أعشاش غربان بالية هجرتها الغربان منذ زمن بعيد.
अज्ञात पृष्ठ
وفي فترة الشتاء كان ديفيد يلعب في الردهة، ويتعلم دروسه الصغيرة على يدي أمه وهو لا يزال ملازما لها، كما يرقص معها على ضوء المدفأة عندما تنتهي كل الدروس؛ ويمضيان وقتا جميلا سعيدا!
وذات ليلة كان يجلس هو وبيجوتي بمفردهما إلى جوار مدفأة الردهة؛ لأن السيدة كوبرفيلد كانت قد خرجت لقضاء جزء من الليلة في منزل إحدى جاراتها، وكانت متعة كبيرة لديفيد أن يطيل السهر حتى عودة أمه. حيث ظل يقرأ عن التماسيح، حتى شعر بالإرهاق، وأحس أنه نعسان تماما، لكنه لم يكن ليعترف بذلك مهما كانت الأسباب، بالتأكيد.
قال ديفيد فجأة: «بيجوتي، هل تزوجت قبل ذلك قط؟»
أجابت بيجوتي: «يا للعجب، سيد ديفي، ما الذي جعلك تفكر في أمر الزواج؟» «لكن هل سبق لك الزواج قط يا بيجوتي؟ إنك امرأة جميلة للغاية، أليس كذلك؟» «أنا جميلة؟ يا ديفي! يا للعجب، لا، يا عزيزي! لكن ما الذي جعلك تفكر في أمر الزواج؟» «لا أدري! لكنك لا تستطيعين الزواج بأكثر من شخص في آن واحد، أليس كذلك يا بيجوتي؟»
قالت بيجوتي: «بلى، بالتأكيد لا يمكنني ذلك.» «لكن لو أنك تزوجت شخصا، وهذا الشخص مات، عندئذ، تستطيعين في هذه الحالة أن تتزوجي شخصا آخر، أليس كذلك يا بيجوتي؟»
قالت بيجوتي: «بلى! أستطيع، إذا اخترت ذلك.» ونظرت باستغراب إلى ديفيد. «أنت لست غاضبة، أظن هذا، أليس كذلك يا بيجوتي؟!» هكذا قال ديفيد؛ لأنه في الحقيقة اعتقد أنها غضبت؛ حيث كانت تتكلم باختصار نوعا ما.
وردا على هذا السؤال وضعت بيجوتي الجورب الذي كانت تنسجه جانبا، وفتحت ذراعيها واحتضنت بينهما ذلك الرأس ذا الشعر المجعد، وضمته إليها ضمة قوية.
وقالت: «والآن أخبرني المزيد عن التماسيح، فإن ما سمعته لا يكاد يكفيني.» بدت بيجوتي متأثرة للغاية، وتمنى ديفيد لو يعرف لم بدت غريبة هكذا؛ لكنه واصل القراءة مرة أخرى حتى دق جرس الحديقة.
خرج الاثنان ليفتحا الباب معا، فوجدا والدة ديفيد وقد بدت أجمل من المعتاد، ومعها رجل ذو شعر أسود جميل وسالفين أسودين جميلين، كان ذلك الرجل قد رافقهما وهما عائدان من الكنيسة يوم الأحد الماضي. فانحنت السيدة كوبرفيلد لتمسك ديفيد بين ذراعيها وتقبله، وقال الرجل إنه فتى أكثر حظا من أي ملك.
فسأل ديفيد بينما تحمله: «ما معنى هذا؟»
अज्ञात पृष्ठ
لم يزد الرجل على أن ربت على رأسه؛ لكن ديفيد بطريقة ما لم يحبه، وحاول إبعاد يده.
اعترضت السيدة كوبرفيلد على ابنها قائلة: «أوه، ديفي!»
قال الرجل: «يا ولدي العزيز! لست مستغربا من حبه الشديد لك.»
تسلل تورد جميل إلى وجه السيدة كوبرفيلد. وعاتبت ديفيد برفق على وقاحته؛ لكنها ضمته قريبا منها وهي تشكر رفيقها على توصيلها إلى المنزل.
قال الرجل بعدما انحنى مقبلا يد الأم الصغيرة: «ليتمن كل منا ليلة سعيدة للآخر يا ولدي الجميل.»
قال ديفيد: «ليلة سعيدة.»
قال الرجل ضاحكا: «هلم! لنصبح أحسن صديقين في الدنيا. فلنتصافح!»
كانت يد ديفيد اليمنى في يد أمه اليسرى، لذا ناول الرجل يده الأخرى.
قال الرجل ضاحكا: «يا للعجب، هذه اليد الخطأ يا ديفي.»
سحبت السيدة كوبرفيلد يده اليمنى للأمام؛ لكن ديفيد لم يحبه، ولم يرد أن يناوله إياها، وإنما أصر على تقديم يده اليسرى. لكن الرجل صافحها بحماسة، وقال إنه ولد شجاع، وانصرف؛ وبينما هو في طريقه التفت وراءه وهو في الحديقة، وألقى عليهما نظرة أخيرة بعينيه السوداوين الداكنتي السواد قبل أن يغلق الباب.
अज्ञात पृष्ठ
اندفعت بيجوتي - التي لم تنطق بكلمة واحدة - وأغلقت الباب، ودخلوا جميعا إلى الردهة. قالت بيجوتي وهي واقفة في وسط الغرفة متيبسة كبرميل، وفي يدها شمعدان: «أرجو أن تكوني قد قضيت ليلة ممتعة يا سيدتي.» قالت السيدة كوبرفيلد بابتهاج إنها قضت ليلة بهيجة جدا. قالت بيجوتي: «يبدو أن ضيفا ما أو ما شابه قد أحدث تغييرا سارا.»
أجابت السيدة كوبرفيلد: «تغيير سار جدا في الواقع.» كان ديفيد بين النائم واليقظان؛ لكن شعورا مقلقا خامره بأن بيجوتي كانت تلوم والدته على شيء ما، وأن والدته كانت تحاول أن تبرر خطأها، وأنها كانت تبكي؛ بعد ذلك انفجرت بيجوتي نفسها في البكاء، واستيقظ ديفيد وراح يبكي هو الآخر، وأخذوا جميعا يبكون.
لكن في يوم الأحد التالي أوصلهم الرجل إلى المنزل مرة أخرى وهم عائدون من الكنيسة، وأدرك ديفيد أن بيجوتي لم تكن أكثر حبا منه لذلك الرجل؛ لكن هذا لم يمنع السيد ميردستون من مرافقتهم إلى المنزل مرة أخرى. أما والدة ديفيد فكانت تلبس أجمل ما في خزانتها من الفساتين، حتى لبستها كلها تباعا، وكانت تكثر جدا من زيارة جارتها تلك.
وفي صباح أحد الأيام من فصل الخريف، عندما كان ديفيد في سن الثامنة تقريبا وبينما هو مع والدته في الحديقة الأمامية، أقبل عليهما السيد ميردستون على صهوة حصان، وبعدما شد عنان حصانه ليوقفه قال إنه ذاهب إلى مدينة لويستوفت لزيارة بعض أصدقائه الموجودين هناك على أحد اليخوت، واقترح أن يركب ديفيد على السرج أمامه، إذا كان يرغب في نزهة على ظهر الحصان.
كان الجو صحوا وصافيا للغاية، وبدا أن الحصان نفسه قد أعجب جدا بفكرة الخروج في نزهة، حيث ظل يصهل وينكت الأرض بحافره وهو واقف عند بوابة الحديقة، لدرجة أن ديفيد أحس برغبة كبيرة في الذهاب. لذا أرسلته أمه إلى بيجوتي في الطابق العلوي كي تهندم مظهره؛ وفي غضون ذلك ترجل السيد ميردستون عن حصانه، وراح، ولجام حصانه يغطي ذراعه، يتمشى ببطء ذهابا وإيابا في الجانب الخارجي من سياج زهور النسرين، بينما راحت السيدة كوبرفيلد تتمشى معه في الجانب الداخلي من السياج.
اختلس ديفيد وبيجوتي النظر إليهما من نافذة ديفيد الصغيرة، وبطريقة ما انزعجت بيجوتي للغاية، وسرحت شعر ديفيد في الاتجاه الخطأ وبشدة كبيرة.
لكن ديفيد أصبح جاهزا بعد قليل، وخلال وقت قصير أصبحا على ظهر الحصان وقد انطلق يعدو بهما فوق العشب الأخضر على جانب الطريق. أمسك السيد ميردستون ديفيد بسهولة كبيرة بذراع واحدة، وأحس ديفيد بشيء ما يجذبه للاستدارة والنظر إلى وجهه؛ ورغم أنه لم يستطع أن يتخذ قرارا بزيادة درجة محبته له بأي صورة، فقد اعتقد أنه رجل وسيم للغاية.
ذهب ديفيد والسيد ميردستون إلى فندق على البحر، وكان في الفندق رجلان يدخنان السيجار في غرفة بمفردهما.
صاح الرجلان قائلين: «مرحبا ميردستون! لقد حسبناك مت.»
قال السيد ميردستون: «ليس بعد.»
अज्ञात पृष्ठ
قال أحد الرجلين وهو ممسك بديفيد: «ومن هذا الغلام؟»
أجاب السيد ميردستون: «إنه ديفي.»
قال الرجل: «ديفي من؟ ديفي جونز؟»
قال السيد ميردستون: «كوبرفيلد.» «ماذا! ابن الفاتنة السيدة كوبرفيلد؟ الأرملة الصغيرة الجميلة؟»
قال السيد ميردستون: «انتبه لكلامك لو سمحت. ثم شخص حاد الذهن هنا.»
راح الاثنان بعد ذلك يتمشيان فوق المنحدر الصخري، ثم جلسا على العشب، وبعدها نظرا إلى إلى السماء بواسطة أحد التلسكوبات، ثم عادا إلى الفندق ليتناولا غداء مبكرا؛ وبعد ذلك ركبا اليخت.
كان على متن اليخت رجل لطيف للغاية، ذو رأس كبير جدا وشعره أحمر اللون، ويرتدي فوقه قبعة لامعة صغيرة للغاية، كما كان يلبس قميصا أو صديريا مخططا بخطوط عرضية ومكتوبا على صدره بأحرف كبيرة «قبرة السماء». وقد ظن ديفيد أن هذا هو اسمه؛ ولأنه يعيش على متن اليخت وليس لديه باب على الشارع ليضع اسمه عليه، فقد وضعه على صدره بدلا من ذلك؛ لكنه عندما نادى عليه باسم السيد قبرة السماء، قال الرجل إنه اسم اليخت.
ثم عادا إلى المنزل مع بداية المساء، وراحت السيدة كوبرفيلد والسيد ميردستون يتمشيان مرة أخرى بجوار السياج بينما أرسلت ديفيد إلى داخل المنزل ليتناول شاي الخامسة مساء؛ وعندما رحل السيد ميردستون سألت والدة ديفيد ابنها عما فعله طوال اليوم.
وقد قص عليها ديفيد كل شيء، دون أن ينسى إخبارها أن أحد الرجلين في الفندق نعتها ب«السيدة كوبرفيلد الفاتنة»، و«الأرملة الصغيرة الجميلة»، وهو ما وصفته السيدة كوبرفيلد بالهراء، لكنها راحت تضحك كذلك، وبدت مسرورة قليلا.
قالت السيدة كوبرفيلد بتلعثم: «ديفيد، عزيزي.» «نعم يا أمي.» «لا تخبر بيجوتي؛ فربما تغضب منهما. أفضل ألا تعرف بيجوتي بهذا.» وبالطبع وعدها ديفيد ألا يخبرها.
अज्ञात पृष्ठ
الفصل الثاني
زيارته لمدينة يارمث
«سيد ديفي.» هكذا قالت بيجوتي ذات ليلة، بعد حوالي شهرين من نزهته مع السيد ميردستون على متن الجواد - بينما كانا جالسين معا، حيث كانت السيدة كوبرفيلد تقضي الليلة خارج المنزل - «سيد ديفي، ما رأيك في السفر معي لقضاء أسبوعين في منزل أخي بمدينة يارمث؟ ألن يكون هذا ممتعا؟»
سألها ديفيد: «هل أخوك رجل لطيف يا بيجوتي؟»
صاحت بيجوتي قائلة، وقد رفعت يديها للأعلى: «أوه، كم هو لطيف! ثم إن هناك البحر، والقوارب والسفن؛ والصيادين والشاطئ؛ وآم لتلعب معه.» وهي تقصد هام ابن أخيها.
تحمس ديفيد كثيرا للفكرة، وأجاب بأنه سيكون شيئا ممتعا حقا، لكنه تساءل عن رأي أمه في الأمر؟
قالت بيجوتي: «يا إلهي، إنني في الواقع أراهن على جنيه ذهبي أنها ستسمح لنا بالذهاب. سأطلب منها ذلك، إذا أحببت، حالما تأتي إلى المنزل. ما رأيك الآن!»
سألها ديفيد: «لكن ماذا ستفعل أثناء سفرنا؟ إنها لا تستطيع العيش بمفردها.»
بدت بيجوتي مرتبكة جدا للحظة، وتظاهرت بالبحث عن ثقب آخر في الجورب الذي كانت ترفوه. «أرى يا بيجوتي أنها لا تستطيع العيش بمفردها، كما تعلمين.»
قالت بيجوتي وهي ترفع نظرها إليه وكأنها تذكرت فجأة: «أوه، باركك الله! ألا تعلم أنها ستمكث مدة أسبوعين مع السيدة جريبر؟ سيكون عند السيدة جريبر الكثير من الضيوف.»
अज्ञात पृष्ठ
وهكذا، أصبح ديفيد مستعدا تماما للذهاب؛ وراح ينتظر على أحر من الجمر أن تعود أمه إلى المنزل كي ينطلق لتنفيذ هذه الفكرة العظيمة.
لم تتفاجأ أمه ألبتة من دعوة بيجوتي. وفي الواقع، لقد بدا أنها كانت تعلم كل شيء عن الأمر، ووافقت على الخطة في الحال.
وقد تقرر أن يسافرا في عربة أحد الحمالين والتي غادرت قرية بلاندستن في الصباح؛ بعد الإفطار؛ لأنه في تلك الأيام لم يكن يوجد سكك حديدية على الإطلاق. حيث حزمت حقيبة ديفيد، وحزمت حقيبة بيجوتي، وعندما جاء الصباح الزاخر بالأحداث، وقفوا عند البوابة ينتظرون عربة الحمال؛ وراحت أم ديفيد تقبله قبلات الوداع، وتضمه إليها بشدة لدرجة أنه أحس بقلبها يدق على قلبه. وعندما وصلت العربة، ركبها هو وبيجوتي، وبينما هي تبتعد بهما انطلقت أمه تجري من عند البوابة، وراحت تنادي على الحمال ليتوقف كي تقبل ابنها الصغير مرة أخرى.
في النهاية ابتعدا تماما، وتركاها واقفة في الطريق؛ وعندما نظرا وراءهما رأيا أن السيد ميردستون قد جاء إلى حيث هي واقفة، وبدا أنه كان يتجادل معها بشأن تأثرها الشديد هذا؛ وراح ديفيد، وهو ينظر من النافذة الخلفية المظللة في العربة، يتعجب من علاقة السيد ميردستون بهم.
كان الحصان، كما اعتقد ديفيد، أكثر الأحصنة كسلا في الدنيا؛ فهو يسير متثاقلا ورأسه إلى الأسفل، كما نكس الحمال رأسه هو الآخر، مثلما فعل الحصان، وراح يتهدل إلى الأمام تهدل النعسان أثناء القيادة، بينما إحدى ذراعيه ممدودة على كلتا ركبتيه، وأخذ يصفر كثيرا.
كانت بيجوتي تحمل على ركبتها سلة بها وجبة خفيفة، فراحت هي وديفيد يأكلان الأشياء الطيبة من أجل تمضية الوقت؛ لكن الحمال توقف في أماكن كثيرة ليوصل الطرود التي معه، لدرجة أن ديفيد قد أصيب بسأم شديد، لكنه شعر بسعادة كبيرة عندما رأى مدينة يارمث أخيرا.
كان هناك بحارة يسيرون في الشارع، وعربات تجلجل فيه ذهابا وإيابا، كما فاحت فيه روائح السمك وجدائل الحبال القديمة والقطران و...
صاحت بيجوتي بحماسة قائلة: «ها هو ذا آم ابن أخي! لقد كبر لدرجة أني عرفته بصعوبة!» وذلك عندما خطا شاب قوي ضخم البنية يبلغ طوله ستة أقدام وله وجه صبياني الملامح وشعر متجعد أشقر اللون، خارج باب الحانة التي كان ينتظرهما فيها.
حيث أمسك ديفيد ووضعه على ظهره ليحمله إلى المنزل، بينما حمل حقيبة ديفيد تحت ذراعه. وتبعتهما بيجوتي بالحقيبة الأخرى، وانعطفوا إلى أزقة مكسوة بالرمال وقطع الروث المجفف؛ ثم مروا على ساحات صناع القوارب، ومصانع الحبال، ودكاكين الحدادين، حتى خرجوا إلى أرض قاحلة منبسطة يمكنهم رؤية البحر على جانبها الآخر.
فقال هام: «منزلنا هذا الذي هناك يا سيد ديفي.»
अज्ञात पृष्ठ
تساءل ديفيد قائلا: «إنه ليس هذا، أليس كذلك؟ هذا شيء شبيه بسفينة.» لأنه لم ير أي منزل على الإطلاق - لا شيء سوى مركب بضائع أسود اللون، لم يكن بعيدا جدا، وهو جاف وثابت على اليابسة، ويخرج منه أنبوب معدني يقوم مقام مدخنة، ينبعث منه الدخان بانسيابية شديدة.
قال هام: «إنه هو يا سيد ديفي.»
أخذ ديفيد يشهق ابتهاجا بالفكرة الرومانسية التي جعلتهم يعيشون في مكان كهذا. حيث يوجد هناك باب مبهج صنعت فتحته في جانب المركب، وهو مسقوف، ويحتوي على نوافذ صغيرة؛ لكن الجميل المدهش فيه أنه كان مركبا حقيقيا وقد نزل من دون شك إلى الماء مئات المرات قبل ذلك، ولم يكن مصمما مطلقا للعيش فيه على اليابسة.
كان المركب نظيفا بصورة مبهجة من الداخل، وفي غاية الترتيب. حيث توجد منضدة، وساعة هولندية، وخزانة ذات أدراج وضعت فوقها صينية شاي، وهي مسنودة بإحدى نسخ الكتاب المقدس كي لا تسقط، مع بعض الفناجين وصحون الفناجين وإبريق شاي حول الكتاب. كما توجد صناديق للجلوس عليها بدلا من الكراسي، ويتدلى من دعائم السقف بعض الخطاطيف التي راح ديفيد يتساءل فيم كانت تستخدم.
وقد رحبت بهم امرأة مهذبة للغاية ترتدي مريلة بيضاء، وبنت صغيرة جميلة ترتدي عقدا من خرز أزرق اللون، ولم تسمح لديفيد بأن يقبلها، وإنما جرت بعيدا واختبأت.
وبعد ذلك فتحت بيجوتي بابا صغيرا لترشد ديفيد إلى غرفة نومه. وهي تقع في مؤخرة المركب؛ وقد وجدها ألطف غرفة نوم صغيرة رأتها عينه على الإطلاق، وبها نافذة صغيرة في المكان الذي كانت توضع فيه الدفة؛ ومرآة صغيرة، تناسب طول قامة ديفيد تماما، وهي مثبتة على الحائط، ومحاطة بإطار من أصداف المحار؛ وبها كذلك سرير صغير يستطيع المرء بالكاد أن يدخله من ضيق المساحة المتاحة لذلك؛ كما كان في الغرفة باقة زهر من العشب البحري في كوب أزرق اللون على المنضدة.
ثم تناولوا أسماك الداب الصغيرة المفلطحة المسلوقة على الغداء، مع زبد مصهور، وبطاطس، وشريحة لحم من أجل ديفيد؛ وما إن انتهوا من تناول الغداء حتى دخل عليهم رجل كثير الشعر ذو وجه لطيف للغاية، وقدموه لديفيد باسم السيد بيجوتي؛ ربان البيت، وأخو السيدة بيجوتي.
قال السيد بيجوتي: «سررت برؤيتك يا سيدي، سوف تجد أننا خشنو الطبع يا سيدي، لكننا متأهبون للمساعدة.»
شكره ديفيد، وقال إنه متأكد أنه سيكون سعيدا في مثل هذا المكان المبهج.
سأله السيد بيجوتي: «كيف حال والدتك يا سيدي؟ هل تركتها سعيدة بدرجة كبيرة؟»
अज्ञात पृष्ठ
قال ديفيد: «نعم.» وأضاف أنها ترسل له تحياتها.
قال السيد بيجوتي: «أنا في غاية الامتنان لها بالتأكيد.» ثم قال وهو يومئ إلى أخته، وهام، والصغيرة إميلي: «حسن يا سيدي، إذا كنت ستستطيع الإقامة هنا مدة أسبوعين كاملين معنا، فسنشرف بصحبتك.» ثم خرج السيد بيجوتي ليغتسل بملء قدر من الماء الساخن.
وبعد احتساء الشاي أغلق الباب، وأعد كل شيء ليصبح مريحا ودافئا؛ لأن ليالي تلك الفترة كانت باردة وضبابية.
ثم تغلبت الصغيرة إميلي على خجلها، وجلست مع ديفيد على الخزانة الأقرب إلى الأرض، والتي لم تكن تتسع إلا لشخصين، وكان ركن المدخنة يستوعبها تماما. بينما أخذت السيدة المهذبة ذات المريلة البيضاء تحيك شيئا ما على الجانب الآخر من نار المدفأة؛ وبدت بيجوتي، وهي تعمل بالتطريز، على حريتها تماما وكأنها في بيتها. أما هام فراح يعلم ديفيد بعض الحيل في لعبة الورق، وجلس السيد بيجوتي في استرخاء يدخن غليونه.
بعد قليل قال ديفيد: «سيد بيجوتي.»
قال السيد بيجوتي: «نعم يا سيدي.» «هل سميت ابنك هام لأنك تعيش في نوع من أنواع الفلك؟» «لا يا سيدي، أنا لم أسمه مطلقا.» «فمن سماه بهذا الاسم إذن؟» «يا إلهي، أبوه يا سيدي هو الذي سماه به.»
قال ديفيد: «كنت أحسب أنك أنت أبوه.»
قال السيد بيجوتي: «لقد كان أبوه أخي جوي.»
سأل ديفيد، بعد فترة صمت معبرة عن الاحترام: «هل توفي، يا سيد بيجوتي؟»
قال السيد بيجوتي: «لقد غرق.»
अज्ञात पृष्ठ
تفاجأ ديفيد للغاية عندما اكتشف أن السيد بيجوتي لم يكن والد هام، لدرجة أنه بدأ يتساءل بعد ذلك عن طبيعة صلته بالصغيرة إيميلي؛ فبادر ديفيد، وهو يلقي إليها نظرة عجلى، قائلا: «والصغيرة إيميلي، إنها ابنتك أليس كذلك يا سيد بيجوتي؟» «لا يا سيدي. بل كان أبوها توم، زوج أختي.»
سأل ديفيد، بعد فترة صمت أخرى معبرة عن الاحترام: «هل توفي يا سيد بيجوتي؟»
قال السيد بيجوتي: «غرق.» «أما لديك أي أطفال يا سيد بيجوتي؟» «بلى يا سيدي. إنني أعزب.»
صاح ديفيد باندهاش: «أعزب!» وأشار إلى السيدة المهذبة ذات المريلة البيضاء وقال: «يا للعجب، ومن هذه؟»
قال السيد بيجوتي: «هذه السيدة جوميدج.»
بادر ديفيد إلى السؤال: «جوميدج؟» لكن بيجوتي - مربيته بيجوتي - عبست في وجهه ليكف عن الكلام؛ وهكذا ظل ديفيد ساكتا حتى حان وقت النوم.
بعد ذلك، عندما انفردت به في حجرته الصغيرة، أخبرته أن هام وإيميلي يتيمان، وأن عمهما تبناهما عندما فقدا أبويهما؛ وأن السيدة جوميدج أرملة شريكه في أحد القوارب، وقد توفي شريكه هذا فقيرا جدا، فآواها السيد بيجوتي في بيته هي الأخرى عندما أصابها العوز؛ وأن الشيء الوحيد الذي يغضب السيد بيجوتي هو أن يذكره أحد بعمله النبيل معها.
أعجب ديفيد للغاية بطيبة السيد بيجوتي، وظل يفكر فيها قبل أن يأخذه النوم.
ذهبت بيجوتي والسيدة جوميدج والصغيرة إيميلي للنوم في حجرة صغيرة أخرى في الطرف المقابل من المركب، وعلق السيد بيجوتي وهام لنفسيهما أرجوحتين شبكيتين في الخطاطيف التي كان ديفيد قد رآها معلقة في السقف عند أول دخوله إلى البيت.
استيقظ ديفيد مبكرا في صباح اليوم التالي، وخرج مع الصغيرة إيميلي يجمعان الصخور على الشاطئ.
अज्ञात पृष्ठ
قال لها ديفيد: «لا بد أنك بحارة ماهرة.»
أجابت إيميلي، وهي تهز رأسها: «لا، أنا أخاف من البحر.»
صاح ديفيد بقوة، وهو ينظر بجسارة إلى الأمواج العظيمة: «تخافين! أنا لا أخاف منه.»
قالت الصغيرة إيميلي: «آه! لكنه قاس. لقد رأيت منه قسوة شديدة على بعض رجالنا. لقد رأيته وهو يمزق مركبا في حجم بيتنا قطعا.» «أرجو ألا يكون هو المركب الذي ...»
قالت إيميلي: «الذي غرق فيه أبي؟ لا. ليس هذا. أنا لم أر ذلك المركب قط.»
سألها ديفيد: «ولا رأيت أباك؟»
هزت الصغيرة إيميلي رأسها. وقالت: «ليس بما يكفي لأتذكره.»
أخبرها ديفيد أنه هو الآخر لم ير أباه مطلقا، وأنه يعيش هو وأمه بمفردهما وينويان أن يكونا كذلك دائما؛ لأنهما سعيدان للغاية. كما أخبرها أن قبر أبيه موجود في فناء الكنيسة قريبا من منزلهم، حيث تظلله إحدى الأشجار.
قالت إيميلي إنه ما من أحد يعرف شيئا عن مكان قبر أبيها، باستثناء أنه في موضع ما في البحر.
وأضافت، وهي تبحث عن الأصداف والحصى: «وفوق ذلك، فقد كان والدك سيدا نبيلا، وأمك سيدة نبيلة؛ أما أبي فكان صيادا وأمي بنت أحد الصيادين، وعمي دان صياد كذلك.»
अज्ञात पृष्ठ
سألها ديفيد: «دان هو الاسم الأول للسيد بيجوتي، أليس كذلك؟»
أجابت إيميلي وهي تومئ برأسها ناحية البيت المركب: «عمي دان؛ الذي هناك.»
قال ديفيد: «نعم. أقصده هو. لا بد أنه طيب للغاية، أعتقد هذا.»
قالت إيميلي: «طيب؟! لو كان لي أن أصبح من النبيلات يوما لمنحته سترة زرقاء سماوية ذات أزرار ماسية، وبنطلونا من قماش الننكين، وصديريا مخمليا أحمر اللون، وقبعة مرفوعة الحواف، وساعة جيب ذهبية كبيرة، وغليونا فضيا، وصندوقا من المال.»
ظل الاثنان يتمشيان مسافة طويلة، ويلتقطان أشياء غريبة من على الشاطئ، ثم عادا لتناول الإفطار في البيت المركب ووجهاهما يتوهجان صحة وسعادة.
لقد أصبحا صديقين حميمين للغاية، وصارا يتمشيان في سهل يارمث ذاك بالساعات يبحثان فيه عن أشياء لافتة للنظر، ثم يعودان إلى البيت المركب في أوقات الطعام وهما جائعان مثل طائرين صغيرين من طيور السمنة، هكذا كان يقول السيد بيجوتي.
لقد كان وقتا بهيجا جدا.
أما الإنسانة الوحيدة التي لم تكن على درجة كبيرة من التناغم، الذي كان بإمكانها تحقيقه، مع هذا البيت الصغير الهانئ هي السيدة جوميدج.
كانت السيدة جوميدج تعاني اكتئابا، وتشير إلى نفسها «كإنسانة بائسة وحيدة»؛ وعندما يزيد اكتئابها جدا، كانت تلمح كثيرا بطريقة رآها ديفيد أكثر من المستساغ، إلى أنه كان الأجدر بها أن تذهب إلى الملجأ، وأن تموت، وتنال الخلاص.
وهو ما كان السيد بيجوتي يرد عليه بلطف قائلا: «لا تبتئسي أيتها الفتاة.»
अज्ञात पृष्ठ
فترد السيدة جوميدج قائلة: «إنني لست كما أتمنى أن أكون، أنا بعيدة جدا عن ذلك. أنا أعلم حقيقتي. إن مشاكلي قد جعلت مني امرأة مناقضة. ليتني أتعود على احتمال صعابها، لكنني لا أستطيع. إنني أبث الضيق في البيت. أنا إنسانة بائسة وحيدة، ويجدر بي ألا أجعل من نفسي امرأة مناقضة هنا. إذا كان لا مفر من أن تناقضني الظروف، وأن أصبح مناقضة أنا الأخرى، فلتدعني أعيش مناقضة في ملجأ أبرشيتي يا دانيال؛ إنه ليجدر بي أن أدخل الملجأ، وأن أموت هناك، وأنال الخلاص.»
ثم تذهب السيدة جوميدج بعد ذلك إلى فراشها، وعندما كان ديفيد ينظر إلى السيد بيجوتي، وهو يتوقع أن يراه مغتاظا أو منزعجا، يجده لا يزيد على أن ينكس رأسه وعلى وجهه نظرة تعاطف عميق، ويهمس قائلا: «لقد كانت تفكر في رجلها.»
وهو يقصد الفقيد السيد جوميدج. وعندما أدخل نفسه في أرجوحته الشبكية ليلا، بعد واحدة من نوبات المشاكسة التي تعتري السيدة جوميدج، سمعه ديفيد وهو يردد بينه وبين نفسه: «المسكينة! لقد كانت تفكر في رجلها.»
يا للعجب! ما أسرع انقضاء هذين الأسبوعين! حيث كان هام في وقت فراغه يمشي مع ديفيد والصغيرة إيميلي، ويريهما القوارب والسفن، وقد أخذهما مرة أو مرتين في جولة على قارب ذي مجاديف. وبأسرع مما يتمنون حان في نهاية الأمر وقت العودة إلى البيت.
رافقت الصغيرة إيميلي ديفيد إلى الحانة حيث كانت عربة الحمال تنتظر، ووعدها ديفيد، وهو في الطريق، أن يكتب إليها.
لقد حزن الاثنان جدا لافتراقهما؛ وذلك لأنهما صارا صديقين مقربين للغاية؛ لكن كان عليهما أن يودعا بعضهما؛ وعندما بدأت عربة الحمال رحلتها إلى قرية بلاندستن، تذكر ديفيد، وهو يهتز سرورا، أنه سيرى أمه ثانية.
الفصل الثالث
غرباء في المنزل القديم
عندما اقتربا من البيت العتيق الحبيب إليهما، ومرا بأماكن مألوفة، ازدادت حماسة ديفيد للغاية، وأخذ يلفت انتباه بيجوتي إلى تلك الأماكن، ويبدي مدى توقه للارتماء بين ذراعي أمه.
ولسبب ما، لم تنخرط بيجوتي معه في فرحته العارمة، وإنما حاولت أن تكبحها بهدوء، وبدت مرتبكة غاضبة.
अज्ञात पृष्ठ