فشمروا يرحمكم الله واجتهدوا، واطلبوا النجاة من الله تعالى بجهادهم تنجوا، فإنه يقول سبحانه: {الذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب}[آل عمران: 195]. فجاهدوا كما جاهد أولئك من سلفكم المؤمنين، من الأولين والآخرين، فلقد جاهدوا أعداء الله واحتسبوا، فلقوهم، وجالدوهم وصابروهم، والفسقة حينئذ أقوياء أعزاء، جيوشهم جامعة، وأموالهم كاملة، وكلمتهم مؤتلفة، وجماعتهم غير مختلفة، فصفوا لهم الصفوف، وضربوا(1) وجوههم بالسيوف، ووفوالله بعهده ، وقاموا له(2) فيه بأمره، صابرين محتسبين، ولذلك من فعلهم متخيرين، حتى لحقوا بالله مستشهدين، كراما طيبين مطيبين، فائزين بالثواب، ناجين من العقاب، قد فازوا بالرضى والرضوان، يتقلبون في عرصات الجنان، {تحيتهم يوم يلقونه سلام واعد لهم أجرا كريما}[الأحزاب: 44]، {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم}[الطور: 25 28].
पृष्ठ 635