दासाय इला सबील मुमिनिन
الدعاية إلى سبيل المؤمنين لأبي إسحاق اطفيش
शैलियों
ولا تعجب من هوس الغافلين متى عدوا تعليمهم القاتل للقوى العقلية والمعقم للفكر الصالح من التعليم النبوي ؛ لأن الهوس طرف من الجنون ، وخذ لك بالنفحة النبوية وفلسفة التعليم التي مرت في كتابنا ،واعتقد أن المواهب الرحمانية للعبد موهبة التعليم الصحيح والمقدرة على إيجاد رجال للمستقبل تسعد بهم الأمة والدين ، وذر الغرور فإنه مما يطيح الإنسان ،والجمود فإنه موت في عالم الحياة ، واعمل لواجبك الاجتماعي كما تعمل لواجبك الفردي ، فكل ميسر لما خلق له .
الكلام على الجمود
الجمود علة من أكبر العلل وآفة من أشنع الآفات تثل عروش الأمم وتذرها أثرا بعد عين ، ولقد أصيب بها المسلمون منذ قرون حتى نال منهم العدو كل مبتغاه ، وبلغ فوق ما تمناه ، ولم نزل نتكبد آلام هذه العلة ونتجرع غصصها كان أصحابها أقسموا أن لا تبدو حركة إصلاح أو نهضة فلاح إلا قاموا إليها مصبحين بمعاول الهدم وتسلق القائمين بها بألسنة حداد ، يصح أن يقال : الجمود هو عدم التصرف بالمواهب العقلية ، في الحوادث والعلوم وتطبيق الحديث منها على أصول الشريعة ، ويصح أيضا أن يقال :هو رؤية النفس أن التمسك بالمألوف هو الحق والخروج عنه باطل ومروق .
पृष्ठ 92