कुज़ला
العزلة
प्रकाशक
المطبعة السلفية
संस्करण संख्या
الثانية
प्रकाशन वर्ष
١٣٩٩ هـ
प्रकाशक स्थान
القاهرة
نَصِيحَتِهِ وَبَلِيغِ مَوْعِظَتِهِ وَلَوْ صَلَحَتْ مِنَّا الضَّمَائِرُ وَصَفَتِ السَّرَائِرُ لَوَقَعَتِ النَّصِيحَةُ مَوْقِعَهَا وَاللَّهُ يُصْلِحُنَا وَيُصْلِحُ أَئِمَّتَنَا فَإِنَّ فَسَادَهُمْ بِذُنُوبِنَا. قَالَ أَنْشَدَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ:
[البحر الكامل]
بِذُنُوبِنَا دَامَتْ بَلِيَّتُنَا ... وَاللَّهُ يَكْشِفُهَا إِذَا تُبْنَا
بَابٌ فِي لُزُومِ الْقَصْدِ فِي حَالَتَيِ الْعُزْلَةِ وَالْخُلْطَةِ قَدِ انْتَهَى مِنَّا الْكَلَامُ فِي أَمْرِ الْعُزْلَةِ إِلَى حَيْثُ شَرَطْنَا أَنْ نَبْلُغَهُ وَأَوْرَدْنَا فِيهَا مِنَ الْأَخْبَارِ مَا خِفْنَا أَنْ نَكُونَ قَدْ حَسَّنَا مَعَهُ الْجَفَاءُ مِنْ حَيْثِ أَرَدْنَا الِاحْتِرَازَ مِنْهُ، وَلَيْسَ إِلَى هَذَا أَجْرَيْنَا وَلَا إِيَّاهُ أَرَدْنَا فَإِنَّ الْإِغْرَاقَ فِي كُلِّ شَيْءٍ مَذْمُومٌ وَخَيْرُ الْأُمُورِ أَوْسَطُهَا وَالْحَسَنَةُ بَيْنَ السَّيِّئَتَيْنِ، وَقَدْ عَابَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْإِغْرَاقَ فِي عِبَادَةِ الْخَالِقِ عَزَّ وَعَلَا وَالْحَمْلِ عَلَى النَّفْسِ مِنْهَا مَا يَؤُودُهَا وَيَكِلُّهَا وَيَدَهَا، فَمَا ظَنُّكَ بِمَا دُونَهَا مِنْ بَابِ التَّخَلُّقِ وَالتَّكَلُّفِ
أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ وَلَا تُبَغِّضْ إِلَى نَفْسِكَ عِبَادَةَ اللَّهِ فَإِنَّ الْمُنْبَتَّ لَا أَرْضًا قَطَعَ وَلَا ظَهْرًا أَبْقَى»
أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي قَمَّاشٍ، عَنِ ابْنِ عَائِشَةَ قَالَ: " مَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى عِبَادَهُ بِأَمْرٍ إِلَّا وَلِلشَّيْطَانِ فِيهِ نَزْعَتَانِ: فَإِمَّا إِلَى غُلُوٍّ، وَإِمَّا إِلَى تَقْصِيرٍ فَبِأَيِّهِمَا ظَفَرَ قَنَعَ "
أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ شُيُوخِنَا قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ غَنَّامٍ: «كِلَا طَرَفَيِ الْقَصْدِ مَذْمُومٌ» وَأَنْشَدَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ: [البحر الطويل] ⦗٩٨⦘ تَسَامَحْ وَلَا تَسْتَوْفِ حَقَّكَ كُلَّهُ ... وَأَبْقِ فَلَمْ يَسْتَوْفِ قَطُّ كَرِيمُ وَلَا تَغْلُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْأَمْرِ وَاقْتَصِدْ ... كِلَا طَرَفَيْ قَصْدِ الْأُمُورِ ذَمِيمُ قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ وَالطَّرِيقَةُ الْمُثْلَى فِي هَذَا الْبَابِ أَنْ لَا تَمْتَنِعَ مِنْ حَقٍّ يَلْزَمُكَ لِلنَّاسِ وَإِنْ لَمْ يُطَالِبُوكَ بِهِ وَأَنْ لَا تَنْهَمِكَ لَهُمْ فِي بَاطِلٍ لَا يَجِبُ عَلَيْكَ وَإِنْ دَعَوْكَ إِلَيْهِ فَإِنَّ مَنِ اشْتَغَلَ بِمَا لَا يَعْنِيهِ فَاتَهُ مَا يَعْنِيهِ وَمَنِ انْحَلَّ فِي الْبَاطِلِ جَمُدَ عَنِ الْحَقِّ، فَكُنْ مَعَ النَّاسِ فِي الْخَيْرِ وَكُنْ بِمَعْزِلٍ عَنْهُمْ فِي الشَّرِّ وَتَوَخَّ أَنْ تَكُونَ فِيهِمْ شَاهِدًا كَغَائِبٍ وَعَالِمًا كَجَاهِلٍ
بَابٌ فِي لُزُومِ الْقَصْدِ فِي حَالَتَيِ الْعُزْلَةِ وَالْخُلْطَةِ قَدِ انْتَهَى مِنَّا الْكَلَامُ فِي أَمْرِ الْعُزْلَةِ إِلَى حَيْثُ شَرَطْنَا أَنْ نَبْلُغَهُ وَأَوْرَدْنَا فِيهَا مِنَ الْأَخْبَارِ مَا خِفْنَا أَنْ نَكُونَ قَدْ حَسَّنَا مَعَهُ الْجَفَاءُ مِنْ حَيْثِ أَرَدْنَا الِاحْتِرَازَ مِنْهُ، وَلَيْسَ إِلَى هَذَا أَجْرَيْنَا وَلَا إِيَّاهُ أَرَدْنَا فَإِنَّ الْإِغْرَاقَ فِي كُلِّ شَيْءٍ مَذْمُومٌ وَخَيْرُ الْأُمُورِ أَوْسَطُهَا وَالْحَسَنَةُ بَيْنَ السَّيِّئَتَيْنِ، وَقَدْ عَابَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْإِغْرَاقَ فِي عِبَادَةِ الْخَالِقِ عَزَّ وَعَلَا وَالْحَمْلِ عَلَى النَّفْسِ مِنْهَا مَا يَؤُودُهَا وَيَكِلُّهَا وَيَدَهَا، فَمَا ظَنُّكَ بِمَا دُونَهَا مِنْ بَابِ التَّخَلُّقِ وَالتَّكَلُّفِ
أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَسَرَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ وَلَا تُبَغِّضْ إِلَى نَفْسِكَ عِبَادَةَ اللَّهِ فَإِنَّ الْمُنْبَتَّ لَا أَرْضًا قَطَعَ وَلَا ظَهْرًا أَبْقَى»
أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي قَمَّاشٍ، عَنِ ابْنِ عَائِشَةَ قَالَ: " مَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى عِبَادَهُ بِأَمْرٍ إِلَّا وَلِلشَّيْطَانِ فِيهِ نَزْعَتَانِ: فَإِمَّا إِلَى غُلُوٍّ، وَإِمَّا إِلَى تَقْصِيرٍ فَبِأَيِّهِمَا ظَفَرَ قَنَعَ "
أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ شُيُوخِنَا قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ غَنَّامٍ: «كِلَا طَرَفَيِ الْقَصْدِ مَذْمُومٌ» وَأَنْشَدَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ: [البحر الطويل] ⦗٩٨⦘ تَسَامَحْ وَلَا تَسْتَوْفِ حَقَّكَ كُلَّهُ ... وَأَبْقِ فَلَمْ يَسْتَوْفِ قَطُّ كَرِيمُ وَلَا تَغْلُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْأَمْرِ وَاقْتَصِدْ ... كِلَا طَرَفَيْ قَصْدِ الْأُمُورِ ذَمِيمُ قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ وَالطَّرِيقَةُ الْمُثْلَى فِي هَذَا الْبَابِ أَنْ لَا تَمْتَنِعَ مِنْ حَقٍّ يَلْزَمُكَ لِلنَّاسِ وَإِنْ لَمْ يُطَالِبُوكَ بِهِ وَأَنْ لَا تَنْهَمِكَ لَهُمْ فِي بَاطِلٍ لَا يَجِبُ عَلَيْكَ وَإِنْ دَعَوْكَ إِلَيْهِ فَإِنَّ مَنِ اشْتَغَلَ بِمَا لَا يَعْنِيهِ فَاتَهُ مَا يَعْنِيهِ وَمَنِ انْحَلَّ فِي الْبَاطِلِ جَمُدَ عَنِ الْحَقِّ، فَكُنْ مَعَ النَّاسِ فِي الْخَيْرِ وَكُنْ بِمَعْزِلٍ عَنْهُمْ فِي الشَّرِّ وَتَوَخَّ أَنْ تَكُونَ فِيهِمْ شَاهِدًا كَغَائِبٍ وَعَالِمًا كَجَاهِلٍ
1 / 97