============================================================
وخبر:" أنه جاء جبريل يصف لي الدنيا؛ فقال:" يا محمد حلالها حساب، وحرامها عقاب" (1). فاختار الفقر والدار اللآخرة.
ولماكان إعراضه صلى الله عليه وآله وسلم عن جبال الذهب ليس عن كثرة مال، بل كان مع كمال حاجة، وتمام ضرورة، على ما دلت عليه الأخبار؛ أشار الناظم رضي الله عنه إلى ذلك بقوله: يا جبريل إن الدنيا دار من لا دار له ومال من لا مال له ولها يجمع من لا عقل له فقال له جبريل: يا محمد ثبتك الله بالقول الثابت قال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء: هذا ملفق من حديثين : فروى الترمذي من حديث أبي أمامة: عرض علي ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهبا، قلت : لا يا رب، ولكن أشبع يوما وأجوع يوماء الحديث وقال: حسن. وروى الإمام أحمد والبيهقي مرفوعا وإسنادهما جيد: "الدنيا دار من لا دار له، ولها يجمع من لا عقل له" . وزاد البيهقي: " ومال من لا مال له. والله سبحانه وتعالى أعلم.
(1) قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "احلالها حساب وحرامها عذاب" . رواه في الإحياء، وقال الحافظ العراقي في تخريجه: لم أجده، ورواه ابن أبي الدنيا والبيهقي عن علي موقوفا بلفظ: وحرامها النار . وسنده منقطع. وفي مسند الفردوس عن ابن عباس رفعه: يا ابن آدم ما تصنع بالدنيا؟ حلالها حساب، وحرامها عذاب". وقال النجم أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن مالك بزيادة قال : قالوا لعلي بن أبي طالب: يا أبا الحسن صف لنا الدنيا، قال: أطيل أو أقصر؟ قالوا أقصر، قال: حلالها حساب وحرامها النار. وأسنده الشيخ محي الدين قدس سره في مسامراته من طريق أبي هريرة رضي الله عنه، انتهى فليراجع 211
पृष्ठ 98