============================================================
او يصم بفتح أوله، أي: يعب، لأن الهوى تارة يأتي بما فيه قتل وعيب، كالردة وزنى المحصن، وتارة يأتي فيه عيب فقط كالسرقة والقذف، ودلالة على أنه أصل كل مفسدة، ورأس كل خطيئة، إذهو حالة شبيهة بالسكر تمنع التمييز بين حسن الأمور وقبحها، ففي منثور الحكم: من أطاع هواه أعطى عدوه مناه2 .
وقال بعض الحكماء: العقل صديق مقطوع، والهوى عدو متبوع.
ال وقال بعض البلغاء: أفضل من عصي هواكا، وأفضل من رفض دنياكا وقال هشام بن عبد الملك - شعرا -: اذا أنت لم تعص الهوى قادك الهوى إلى كل ما فيه عليك مقال وذكر بعض المحققين أن "هوى: أصله: هوان، اختصر بحذف آخره كما فعلوا كذلك في يد2 ، و"دم . وأنشد على ذلك: نون الهوان من الهوى مسروقة فصريع كل هوى صريع هوان ولما استشعر اعتراضا بالتفس [من أنها] قد تهوى ما هو طاعة مأمور بها شرعا اجاب عنها بقول:- الرمية: أنفذها . روي عن ابن عباس أنه سئل عن الرجل يرمي الصيد فيجده مقتولا فقال: كال ما أصميت ودع ما أنميت؛ المعنى في قوله " كل ما أصميت: أي : ما أصابه السهم وأنت تراه فأسرع في الموت فرأيته، ولا محالة أنه مات برميك، وأصله من الصميان وهو السرعة والخفة . وصمى الصيد يصمي إذا مات وأنت تراه . والإصماء : أن تقئل الصيد مكانه، ال ومعناه سرعة إزهاق الروح من قولهم للمسرع صميان .
153
पृष्ठ 52