[فرق القطعية]
والذين قالوا بإمامة علي بن موسى افترقوا ثلاث فرق، منهم من وقف على علي بن موسى على ظهور موته بطوس، واشتهار مشهده هنالك بحيث لا يناكر فيه من يستحيي من دفع المعلوم.
وفرقة رجعت عن إمامته، وقالوا بإمامة أحمد بن موسى، ومنهم(1)
من قال بإمامة محمد بن علي، وكان صغير السن المكثر في عدده يقول هو ثمان سنين وهو عندهم على ذلك مفترض الطاعة عالم بجميع المعلوم، وبعضهم تحاشى من هذه المقالة لشناعتها عند أهل العلم، فقال إنه إمام على معنى أنه سيصير إماما لا إنه إمام في تلك الحال، وهذه أمور خارجة عن باب العلم، وإنما أردنا ذكر القوم مفصلا لنبين(2) للعاقل الإختلال في هذه الدعاوي المتنافية على أنا أضربنا عن ذكر بعضهم لتهوسهم(3) الذي خرجوا بأكثره عن دائرة الإسلام، فلم نذكر الغرابية ولا الخطابية ولا الزرارية ولا السمتية ولا اليعقوبية.
[عود إلى ذكر القطعية ومذهبها في الإمامة]
فلنرجع إلى ذكر القطعية لأنهم اليوم جمهور أهل مقالات الإمامية عددا، ورجالا، وكتبا، وهم الذين قطعوا على موت موسى وسنوا للإمامة في عقبه علي بن موسى، ومحمد بن علي فيقولون الأئمة علي، والحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي والحجة عندهم، وهو الغائب المنتظر الذي يملأ الأرض عدلا كما ملئت [ظلما وجورا](4).
पृष्ठ 119