تردد العلام طويلا في إبلاغ خاله الزناتي بأن القتلى الأربعة لم يكونوا بالحق جواسيس بني هلال، وأن الجواسيس الحقيقيين يرتعون بقصر الأميرة، أي في مخادع حكام تونس آمنين.
اقبضوا على الجميع
- من تطوله أياديكم وأينما كان.
لكن دون أن تطول أياديه المتعددة المخالب عيون بني هلال المتسللين.
وهكذا وصل حنق خليفة الزناتي وضيقه منه مداه، استعجالا في القبض على المتسللين بحسب ما تشير به تقارير عيونه وبصاصيه المنبثة في كل شبر ومكان حتى عليه هو ذاته، أي العلام!
مما أجبر العلام على اختلاق تلك الكذبة.
ومضى العلام منكلا بكل ما تقع عليه عيون بصاصيه من الغرباء أيا كانوا. - أوقعنا القبض بجواسيس عرب المشرق الخمسة.
وجاءه رد الزناتي: أحضروهم أحياء.
فما كان من العلام وهو في طريق عودته من سوسة إلى قرطاج سوى إلقاء القبض كالمجنون على خمسة أشخاص بغض النظر إن كانوا أغرابا أم تونسيين، المهم انطباق المواصفات عليهم؛ كهل أسود مصطحبا ربابة قديمة وثلاثة شبان حسنو المظهر تحت ملابسهم التنكرية وجارية بيضاء أميل إلى القصر جميلة المحيا رائعة الصوت.
وهكذا أحضرهم إلى مقر الزناتي، بعد أن أطلق أيدي جنده في تعذيبهم أحياء على طول الطريق، إلى حد شل كل حركة أو مقاومة فيهم حتى أخرس كل نطق فيهم.
अज्ञात पृष्ठ