काज़िज़ा और यूनुस

शौकी अब्द हकीम d. 1423 AH
72

काज़िज़ा और यूनुस

عزيزة ويونس

शैलियों

غمغمت العزيزة مرددة شبه غائبة عن وعيها: يونس! - سترينهما حالا، شيء مختلف لم أشهد مثلهما قبلا.

ومن فورها اندفعت عزيزة جاذبة إحدى عباءاتها الداكنة المطرزة برقائق الذهب والفضة، مسدلة شعرها الطويل الفاحم، جارية في أثر سعدى، حتى إذا ما وصلت إلى أعلى سلالم قصرها المرمرية، وتوقفت من فورها فجأة غارقة في تأملهم إلى أن غاصت عيناها في عيني يونس الذي تراجع مأخوذا من جمال عزيزة الطاغي وبيده عقد الجوهر: سبحان الله!

إلى أن لكزه أبو زيد مسرعا من الخلف بإيماءة من إيماءاته الجانبية، فتقدم يونس على أثرها خطوة محييا برأسه دون صوت مقدما العقد ملامسا بيديه يدي العزيزة عن قرب ... - الله! يا ...

وقام الدلال معرفا قبل أن يعود إلى الانزواء: يونس، هذا يونس، يا سيدتي عزيزة. - يونس!

قالتها عزيزة وكأنها تناجي نفسها، كما لو كانت تعرف هذا الاسم منذ زمن بعيد لا حد ولا نهاية له.

قاربتها سعدى متأملة مشيرة إلى عقد الزمرد العميق الاخضرار، فأعادت العزيزة تأملها قائلة: هذا لا يقدر بثمن!

هنا اندفع يونس بكل فروسيته ليتناول العقد منها ويطوق به جيدها: يكفينا مقابلتك يا أميرة عزيزة، وكلي رجاء في أن تقبلي هذه الهدية البسيطة.

ووصل الاندهاش بعزيزة أقصى مداه حين تراجع يونس بظهره منسحبا نازلا السلالم لاصطحاب الباقين والانصراف: طابت ليلتك يا أميرة!

وسريعا ما نزلت عزيزة في أثره وخلفها سعدى إلى أن لحقت به عند مدخل الحديقة المطوق بالورود والرياحين: يونس، العشاء ... جاهز.

كان كل هذا يحدث ويجري تحت سمع وبصر الدلال، الذي بدا كمن لا يفهم شيئا فيما يجري من حوله، إلى أن لاحظت العزيزة ما به فأشارت عليه بالانصراف على أن ترسل في أثره فيما بعد. - طابت ليلتك يا أميرة! طابت ليلتكم جميعا!

अज्ञात पृष्ठ