واحتستا القهوة في سلام، ثم قالت أمونة بعذوبة: أريد أن أجرب حظي في ليلة القدر!
فدعت لها قائلة: فليهبك الله حظا سعيدا.
وراحت أمونة تنظر إلى القطط وهي تستكن في أركان الفراندة، وتمتمت ضاحكة: إنه بيت القطط. - إذا شبعت استرسلت في التسبيح. - أنت أدرى بلغتها.
ثم متسائلة في شيء من الارتباك: هل أجرب حظي؟
قالت عين ببراءة: عليك أن تنظري إلى السماء طيلة الوقت. - لكن حظي بين يديك أنت يا أختي. - حقا!
من خلال ما يشبه المجازفة: أختي ... ما رأيك في عزت وإحسان؟
تشاءمت عين لسبب خفي، ولكنها قالت: عزت ابني الصغير وإحسان بنتك الصغيرة. - ألا تفهمين قصدي؟ - من الأفضل أن تفصحي عنه. - إنه واضح كليلة القدر.
فقالت عين بجدية منذرة: هل عندك علم بما يحدث غدا؟ - لذلك يهمني جدا ما نستطيعه اليوم. - اليوم حقا؟ - نعم ... نكتب كتابهما! - يا للعجب! - نحن أحرار فيما نفعل!
كرهت عين الفكرة واستبشعتها. رأت فيها شراهة يجب أن تنبذ. اعتقدت أن أختها في حاجة ملحة إلى حمام بمطهر مركز. هتفت: لا يذكرني ذلك بخير أبدا. - إحسان بنت أختك. - أمونة ... يسعدني أن يختارها بنفسه ذات يوم. - إنها جميلة كما ترين. - لا أزوج طفلا لم يدخل الكتاب بعد. - يفعلون ذلك في الريف وهو مهد الحكماء. - لا يفعل ذلك إلا المجانين!
اندفعت بركة بغتة نحو الحديقة كأنما شمت صيدا، وساد الصمت منذرا بالشجن، وانبعث صوت أمونة متغيرا: أهي كلمتك الأخيرة لي؟
अज्ञात पृष्ठ