فقالت بضيق : قلت لك إن أمك هي أنا، هذا بيتك، هذا ابنك سمير، امكثي بسلام حتى يرزقك الله بخير منه.
وأرجعت الملابس بيديها وهي تواصل: حدثني قلبي بأن أحداثا ستقع، السحب لا تتجمع لغير ما هدف.
وأخذت سمير من يده إلى الديوان وقالت مغيرة لهجتها: الشيخ العزيزي يثني عليك طيب الثناء. اجتهد وعز قلوبنا الجريحة.
همس الولد بقلق: بابا. - لقد باعنا بالتراب، هذا هو أبوك!
وتساءلت في تأثر: لم لا يكون الجزاء من جنس العمل؟!
وتنهدت ثم قالت مخاطبة المجهول: لقد ربيته على خير ما أستطيع، وباركته بالهدى والحب، ماذا به؟ كان دائما يتوثب للسفر، إلى أين؟ لماذا تخاصم الهواء؟ لماذا تتحدى راحة البال؟ لماذا تبحث عن المتاعب؟ •••
واصلت الحياة سيرها الوئيد في الدار والحارة. مكثت سيدة بالدار في حياة جديدة خالية من الصراعات. استأنفت عين جولاتها المجللة بالحب والرحمة، مبدية تماسكا وصبرا جليلا حيال المكدرات، وسعدت باجتهاد سمير وتقدمه. وانتشرت أنباء عزت في الحارة - الطلاق والهجر - فلعن الرجال والنساء الولد المارق.
15
الموسم يمضي في نجاح. عرضت فرقة الفردوس أربع مسرحيات من تأليف حمدون. ومنذ أواخر أغسطس بدأ نشاط جديد لإعداد مسرح الكلوب المصري للموسم الشتوي. عزت يتمرس بعمل المدير، يحن لرؤية سمير، ولكنه لا يفكر قط في زيارة الحارة. ودارت مناقشة حول الموسم الجديد في مكتب عزت، فقال حمدون عجرمة: إني أحذرك من مسرحية يوسف راضي.
فقال عزت: سأجد وسيلة لإقناعه.
अज्ञात पृष्ठ