يجيكم يرتاد علما وحكمة ... فيزداد جهلا فوق ما كان جهل
يكون بآيات المهيمن عارفا ... يكررها في عمرها ويرتل
فيرجع مرتابا بما كان عارفا ... يقينا وعما بين الذكر يسأل
يقولون ما لله في الأرض آية ... ولا اسم ولا القرآن هذا المتول
ولكنه معنى سواه بزعمكم ... يدل عليه ذا الكلام المرتل
مع الملك الأعلى قرينا لذاته ... فلم يأت بالوحي المهيمن مرسل
ولم يبق وقتا بل تلاشى وحكمه ... إذا ما طي يفنى زعمتم ويبطل
ومنه:
وهذا الكلام عندكم فهو فعلكم ... ولم يلقه الروح الأمين الوكل
وفعلكم جمع وفرق وهذه ... صفات وأحوال لكم وتنقل
وكفر وإيمان وبر وفاجر ... ولا ثالث في العقل يلغى ويهمل
وفي الملك الأعلى غلوتم كما غلا ... من القبط قوم في النجوم فأبطلوا
وفي العقل قالت فرقة كمقالكم ... سواء كما يحذى المثال المتمثل
وفي النفس قالت فرقة كمقالكم ... بأن إليها يقصد المتأمل
وفي كل وقت يستبين محالكم ... لكل مريد طالب يتبجل
ولو أنكم ألقيتم الكبر عنكم ... والقيتم قول الذي لا يحصل
لبان لكم ما بان لي وعرفته ... وكان لكم نهج الهداية يسهل
وكل له منكم مقال ومذهب ... يرى الحق فيما يدعي ويؤمل
فذا قائل فيما يقول ويدعي ... بأن الأصول الأولية تنقل
ولا حادث من بعدها غير حالة ... وها تلك أوصاف لها وتنقل
من قال إن الله منها مصور ... لما ليس منها فهو خيرا وأميل
وذا قائل إن الفروع حوادث ... وها تلك أجسام سوى تلك.......
وهذا يقول الحس فعل لمن به ... يقوم وهذا قوله الدهر يبطل
وذا قائل ابن الثمان ممكن ... من الفعل مختار لما هو يفعل
وذا قائل إن النبوة فعل من ... الحكم في أمر الورى والتطول
وذا قائل إن النبي هو الذي ... دون خلاق البرية يجعل
فمن شاء فليجعل من الناس نفسه ... نبيا إلى أهل البسيطة مرسل
وكل بني الدنيا على ذاك قادر ... ولكن أشاعوا واستهانوا وسهلوا وذا قائل أسماء ربي ذاته ... وما أحد باسم له يتوسل
पृष्ठ 56