1177 ईसापूर्व: सभ्यता का पतन
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
शैलियों
بالإضافة إلى ذلك، فإنه مع بدء الأثريين في التنقيب في المواقع الحيثية وترجمتهم في نهاية المطاف للألواح الطينية العديدة التي اكتشفت فيها، صار واضحا أنهم لم يكونوا يدعون أنفسهم بالحيثيين. كان الاسم الذي يطلقونه على أنفسهم في الواقع شيئا قريبا من «النيشيين» أو «النيشيانيين» نسبة إلى مدينة نيشا (التي تعرف، ونقب فيها حاليا، باسم كولتبه كانيش في إقليم كابادوكيا في تركيا). ازدهرت هذه المدينة لمائتي عام تقريبا بصفتها مقر سلالة هندو أوروبية محلية حاكمة قبل أن يؤسس ملك يسمى حاتوسيلي الأول (ويعني «الرجل الذي من حاتوسا») في حوالي 1650ق.م تقريبا عاصمته في مكان أبعد شرقا، في موقع جديد يحمل ذلك الاسم، حاتوسا. لا نزال في الوقت الحالي ندعوهم الحيثيين لمجرد أن ذلك الاسم أصبح مستقرا بشدة في الأدبيات الأكاديمية قبل أن تترجم الألواح التي أظهرت اسمهم الحقيقي.
54
اختير موقع العاصمة الجديدة، حاتوسا، بحرص. كانت محصنة تحصينا جيدا وكانت في موقع جيد جغرافيا، بوجود واد ضيق يتيح منفذا وحيدا مؤديا إلى المدينة، حتى إنها لم يجر الاستيلاء عليها إلا مرتين خلال وجودها الذي دام خمسمائة سنة؛ وربما كانت المرتان على يد مجموعة مجاورة تدعى الكاشكا. احتوى الموقع على آلاف من ألواح الطين أثناء عمليات التنقيب التي أجريت منذ 1906 على يد أثريين ألمان مثل هوجو فينكلر، وكيرت بيتل، وبيتر نيف، ويورجن سيهر. من ضمن هذه الألواح يوجد رسائل ووثائق مما يتعين أنه كان سجلات الدولة الرسمية، بالإضافة إلى قصائد، وقصص، وسجلات تاريخية، وطقوس دينية، وكل أنواع الوثائق المكتوبة الأخرى. وهي مجتمعة لا تتيح لنا تجميع تاريخ الحكام الحيثيين وتعاملاتهم مع الشعوب والممالك الأخرى فحسب، وإنما تتيح لنا أيضا تجميع تاريخ الأشخاص العاديين، بما في ذلك حياتهم اليومية ومجتمعهم، ونظمهم العقائدية، وتشريعاتهم القانونية؛ التي يشتمل أحدها على القانون المثير للدهشة نوعا ما الذي يقول: «إذا عض أي أحد أنف شخص حر، فعليه أن يدفع 40 شيكلا من الفضة»
55 (يتساءل المرء فقط عن عدد المرات التي حدث فيها هذا).
تخبرنا الألواح في مرحلة ما أن ملكا حيثيا يسمى مورسيلي الأول، حفيد وخلف حاتوسيلي الأول السالف ذكره، زحف بجيشه حتى بلاد الرافدين، وهي رحلة تزيد عن ألف ميل، وهاجم مدينة بابل سنة 1595ق.م، محرقا إياها عن بكرة أبيها ومنهيا سلالة حاكمة استمرت مائتا سنة اشتهرت بفضل حمورابي «المشرع». وبعد ذلك، بدلا من أن يحتل المدينة، ما كان منه إلا أن استدار بالجيش الحيثي وتوجه صوب الديار، منفذا بذلك فعليا أطول اعتداء مسلح ثم المغادرة، في التاريخ. وكنتيجة غير مقصودة لفعله، تمكنت مجموعة كانت مجهولة في السابق تدعى الكيشيين من احتلال مدينة بابل ثم حكمتها طوال القرون العديدة التالية.
بينما يعرف النصف الأول من التاريخ الحيثي باسم المملكة القديمة وهو ذو شهرة مبررة ترجع إلى مآثر ملوك مثل مورسيلي، فإن النصف الثاني هو الذي نحن معنيون به أكثر هنا. ازدهرت الإمبراطورية، التي عرفت خلال هذه الفترة باسم الإمبراطورية الحيثية، وارتفعت حتى إلى مستويات أعلى أثناء العصر البرونزي المتأخر؛ بدءا من القرن الخامس عشر قبل الميلاد وحتى العقود الأولى من القرن الثاني عشر قبل الميلاد. ومن بين أشهر ملوكها رجل يسمى سابيليوليوما الأول، الذي سنلتقي به في الفصل التالي والذي قاد الحيثيين إلى موقع بارز في الشرق الأدنى القديم باستيلائه على قدر كبير من المناطق وتعامله بندية مع فراعنة المملكة المصرية الحديثة. بل إن الأمر وصل بملكة مصرية كانت قد ترملت حديثا أن تطلب من سابيليوليوما أن يرسل لها أحد أبنائه زوجا لها، معلنة أنه سيحكم مصر معها. ليس واضحا أي ملكة كانت، أو أرملة من كانت، ولكن بعض الباحثين الخبراء يرجحون أن الملكة كانت عنخ إسن آمون وأن زوجها المتوفى هو الملك المصري توت عنخ آمون، كما سنرى لاحقا. (10) تمرد أسوا ومكان أخياوا
لنعد الآن إلى عام 1430ق.م تقريبا، عندما كان الحيثيون وملكهم توداليا الأول أو الثاني يتعامل مع تحالف من الدويلات المتمردة. كانت هذه الدويلات تعرف مجتمعة باسم أسوا. وكانت تقع في شمال غرب تركيا، على ساحل مضيق الدردنيل مباشرة، حيث كانت تجري معركة جاليبولي أثناء الحرب العالمية الأولى. تعطينا الألواح الحيثية أسماء كل هذه الدويلات الاثنتين والعشرين المتحالفة التي انتفضت في تمرد على الحيثيين. معظم هذه الأسماء لم يعد يعني لنا الكثير ولا يمكن تحديد مكان محدد له، فيما عدا الاسمين الأخيرين في القائمة: «ويلوسيا» و«تاروسيا»، اللذين يشار بهما على الأرجح إلى طروادة والمنطقة المحيطة بها.
56
بدأ التمرد على ما يبدو بينما كان توداليا الأول أو الثاني وجيشه عائدين من حملة عسكرية في غرب الأناضول. لدى سماع الأخبار، ما كان من الجيش الحيثي إلا أن استدار واتجه جهة الشمال الغربي إلى أسوا، لإخماد التمرد. تخبرنا الرواية الحيثية أن توداليا بنفسه قاد الجيش وهزم التحالف الأسوي. تشير الروايات إلى أن عشرة آلاف جندي أسوي، وستمائة زوج من الخيول وقادة مركباتها الحربية الأسويين، و«السكان المدحورين، وثيران، وماشية، ومتاع الأرض» أخذوا إلى حاتوسا أسرى وغنائم.
57
अज्ञात पृष्ठ