1177 ईसापूर्व: सभ्यता का पतन
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
शैलियों
ثناء على الكتاب
شكر وتقدير
مقدمة محرر السلسلة
تصدير
تمهيد
1 - المشهد الأول
2 - المشهد الثاني
3 - المشهد الثالث
4 - المشهد الرابع
5 - هل كانت هناك «عاصفة مثالية» من الكوارث؟
अज्ञात पृष्ठ
خاتمة
كلمة أخيرة بحثا عن دليل دامغ
الشخوص الدرامية
مصادر الصور والجداول
ملاحظات
المراجع
ثناء على الكتاب
شكر وتقدير
مقدمة محرر السلسلة
تصدير
अज्ञात पृष्ठ
تمهيد
1 - المشهد الأول
2 - المشهد الثاني
3 - المشهد الثالث
4 - المشهد الرابع
5 - هل كانت هناك «عاصفة مثالية» من الكوارث؟
خاتمة
كلمة أخيرة بحثا عن دليل دامغ
الشخوص الدرامية
مصادر الصور والجداول
अज्ञात पृष्ठ
ملاحظات
المراجع
1177ق.م.
1177ق.م.
عام انهيار
الحضارة
تأليف
إريك إتش كلاين
ترجمة
محمد حامد درويش
अज्ञात पृष्ठ
مراجعة
مصطفى محمد فؤاد
ثناء على الكتاب
هذا الكتاب الآسر يصف واحدة من أكثر العمليات إثارة وغموضا في تاريخ البشرية؛ وهي انهيار حضارات العصر البرونزي. يقودنا كلاين خلال الأحداث التي جرت منذ ثلاثة آلاف عام، ولكن ونحن نتبعه في هذه الرحلة القصيرة الباعثة على الفضول، تخطر ببالنا تساؤلات محيرة مستمرة: كيف يمكن لحضارات مزدهرة أن تختفي؟ وهل يمكن أن يحدث هذا مجددا لنا؟
إسرائيل فنكلشتاين، المؤلف المشارك لكتاب «إماطة اللثام عن الكتاب المقدس: رؤية جديدة لعلم الآثار حول إسرائيل القديمة وأصول نصوصها المقدسة»
كتاب «1177ق.م» يحكي لنا قصة واحد من أعظم ألغاز التاريخ ... [إنه] أفضل سرد حتى الآن لواحدة من نقاط التحول في التاريخ.
إيان موريس، مؤلف كتاب «لماذا يسود الغرب في الوقت الراهن؟»
القرن الثاني عشر قبل الميلاد هو إحدى الحقب الرئيسية في تاريخ العالم؛ فقد انهارت الإمبراطوريات والممالك التي كانت مسيطرة في غرب آسيا وشرق المتوسط في العصر البرونزي المتأخر.
مجلة «تشويس»
كلاين يستكشف مجموعة واسعة من المتغيرات التي يمكن أن تكون قد أدت إلى اختلال المجتمع في هذه الحقبة، ومنها الزلازل، والمجاعات، وموجات الجفاف، والحروب، وخاصة عمليات الغزو بواسطة «شعوب البحر».
अज्ञात पृष्ठ
مجلة «بابليشرز ويكلي»
عرض مفصل وسهل الاستيعاب ... يقدم للطلبة والشخص العادي المهتم بالآثار تصورا للصورة الثرية التي تبرز من النقاشات من بين الأطلال.
سكوت مكليمي، «إنسايد هاير إيد»
في هذا الكتاب الجديد الممتع، وضع إريك إتش كلاين لنفسه مهمة طموحة؛ وهي أنه يجب أن يثقف عامة القراء حول ثراء وقوة حضارات شرق المتوسط في العصر البرونزي، وليس ذلك فحسب، بل عليه بعد ذلك أن يجعل قراءه يهتمون بمعرفة أنه، في وقت ما حوالي عام 1200ق.م، جابهت هذه الإمبراطوريات، والممالك، والمدن مجموعة من الكوارث التي لم تتعاف منها مطلقا.
سوزان كريستول، مجلة «ذا ويكلي ستاندرد»
مثال رائع على المعرفة الأكاديمية المكتوبة لغير المختصين. يجمع كلاين بوضوح خيوط القصة المثيرة للاهتمام عن التفاعلات بين الإمبراطوريات الكبرى للعصر للبرونزي المتأخر ويقدم نظرية منطقية تفسر السبب في أنها تبدو وكأنها تبخرت بسرعة كبخار الماء في عصر يوم حار.
فريد رايس، مجلة «سان دييجو جويش وورلد»
يكشف عمل كلاين عن أوجه تشابه مخيفة بين الجغرافيا السياسية للسنوات الأولى من القرن الثاني عشر قبل الميلاد والقرن الحادي والعشرين الذي نحيا فيه اليوم. كتاب «1177ق.م: عام انهيار الحضارة» هو كتاب تاريخ، ولكنه يبدو كما لو كان رواية بوليسية جيدة. يجتذب كلاين القراء إلى حكايته، كاشفا عن مفاجآت خلال سرده لها. إنها حكاية مشوقة للغاية نظرا لكونها حقيقية، ولمطابقتها لمقتضى حال عالمنا المعاصر.
مارك لارداس، صحيفة «ذا ديلي نيوز» (جالفستون، تكساس)
لقد كتب كلاين واحدا من أكثر كتب هذا العام إثارة للاهتمام.
अज्ञात पृष्ठ
جونا ليندرينج، صحيفة «إن آر سي هاندلزبلات»
كتاب قيم للغاية للباحثين، ومع ذلك ... يسهل على عموم القراء فهمه.
ريتشارد جابرييل، مجلة «ميليتيري هيستوري كوارترلي»
من الواضح أن كلاين يملك زمام السجل النصي وقراءته له هي مصدر القوة الحقيقية للكتاب.
إيه برنارد ناب، مجلة «هيستوري توداي» [الكتاب] مكتوب بأسلوب مفعم بالحيوية وشيق.
مايكل مكجاها، دورية «ميدل إيست ميديا آند بوك ريفيوز»
كتاب «1177ق.م: عام انهيار الحضارة» هو تحليل متعمق لواحد من أعظم ألغاز التاريخ البشري ... أوصي بقراءته بشدة.
جيمس إيه كوكس، مؤسسة «ميدويست بوك ريفيو»
هذا العمل يدمج ببراعة الحالة الراهنة للبحث في إعادة تقييم مقبولة ... والأروع من ذلك هو الحبكة القائمة على أوجه التشابه بين المأزق الذي كانت فيه هذه المنطقة منذ ثلاثة آلاف سنة والذي هي فيه حاليا.
باربرا كيفولا، دورية «ذي أمريكان هيستوريكال ريفيو»
अज्ञात पृष्ठ
يوجد القليل جدا من الأعمال المنشورة التي تركز على الأحداث المضطربة التي وقعت في شرق المتوسط حوالي عام 1200ق.م ... يبرز كتاب كلاين «1177ق.م: عام انهيار الحضارة» وسط بقية الكتب بوصفه واحدا من أفضل الكتب وأغزرها تدقيقا من الناحية البحثية ... هذا الكتاب مقدم على هيئة رواية بوليسية ... الأمر المؤكد هو أنك ما إن تبدأ قراءته، فلن ترغب في أن تدعه من يدك حتى تنهيه.
مجلة «إينشانت أوريجينز»
قصة بوليسية آسرة تتضمن قرائن تتبعها وأدلة تحللها.
إس جي، مجلة «إينشانت إيجيبت»
إنه كتاب لا غنى عنه.
توماس إف برتونيو، مدونة «بروسلز جورنال»
عمل مكتوب بحرفية شديدة، ويتضمن حججا معقولة للغاية، وذو قيمة ممتازة، وسيحدد أولويات أطر العمل لدراسات العصر البرونزي المتأخر لفترة قادمة.
بيتر جزنز، مؤسسة «كلاسيكس فور أول» [عمل] مبهر ... يتجنب الملل الذي تشعر به مع الكثير من الكتاب الأكاديميين.
بروس بيريسفورد، مخرج أفلام
كتب إريك إتش كلاين عملا ذا قيمة بحثية عظيمة، ولكنه كتبه بطريقة لا تجعل غير المتخصص ... يفهمه فحسب، بل يستوعبه استيعابا تاما أيضا.
अज्ञात पृष्ठ
دون فينسنت، مؤسسة «أوبن هيستوري»
أهدي هذا الكتاب إلى جيمس دي مولي،
الذي أمضى في مناقشة القضايا المعروضة في هذا الكتاب،
وتقديمها لطلابه،
ما يقارب نصف القرن.
شكر وتقدير
كان لدي رغبة منذ وقت طويل في أن أكتب كتابا مثل هذا؛ لذلك، أولا وقبل أي شيء، أتوجه بخالص شكري لروب تيمبيو، الذي جعل هذا المشروع يبدأ ثم ساعد بهمة ونشاط في تعهد المؤلف مرورا به عبر المتاعب المتزايدة المعتادة وصولا إلى مرحلة الطباعة. كذلك أبدى صبرا هائلا في انتظار ظهور المؤلف النهائي، في وقت متأخر بعض الشيء عن الموعد النهائي المتوقع الأصلي. ومن دواعي سروري البالغ أن يقع الاختيار على الكتاب ليكون أول كتاب في السلسلة الجديدة؛ «نقاط تحول في التاريخ القديم» التي تنشرها دار نشر جامعة برينستون، تحت إشراف باري ستراوس وروب تيمبيو.
كما أنني مدين بالفضل لصندوق التسهيلات المالية الجامعية التابع لجامعة جورج واشنطن على صرف راتب صيفي لي، وكذلك للعديد من الأصدقاء والزملاء، ومنهم عساف ياسور-لانداو، وإسرائيل فنكلشتاين، وديفيد أوسيشكين، وماريو ليفيراني، وكيفن ماكاف، ورينهارد جنج، وسيمال بولاك، وشيرلي بن-دور إفيان، وسارة باركاك، وإيلين موريس، وجيفري بلومستر، الذين أجريت معهم محادثات مفيدة عن موضوعات ذات صلة بالكتاب. أود أيضا أن أتوجه بشكر خاص إلى كارول بيل، ورينهارد جنج، وكيفن ماكاف، وجانا ميناروفا، وجاريث روبرتس، وكيم شيلتون، ونيل سيلبرمان، وعساف ياسور-لانداو على إرسالهم لمواد علمية عند طلبي إياها منهم أو تقديمهم إجابات مفصلة عن أسئلة معينة؛ وراندي هيلم، ولويز هيتشكوك، وأماندا بوداني، وباري ستراوس، وجيم ويست، ومراجعين مجهولين على قراءة المؤلف بالكامل والتعليق عليه. أتوجه بالشكر أيضا إلى الجمعية الجغرافية الوطنية (ناشيونال جيوجرافيك)، ومعهد الدراسات الشرقية التابع لجامعة شيكاجو، ومتحف المتروبوليتان للفنون، وجمعية استكشاف مصر، على الإذن بعرض بعض الأشكال التي تظهر في هذا الكتاب.
الكثير من المادة المحتواة في هذا الكتاب تمثل معالجة محدثة ومبسطة لأبحاثي ومنشوراتي عن العلاقات الدولية أثناء العصر البرونزي المتأخر التي ظهرت على مدى العقدين الماضيين أو أكثر، بالإضافة بالطبع لأبحاث واستنتاجات الكثير من الباحثين الآخرين؛ لذا أتوجه أيضا بالشكر المقترن بالامتنان لمحرري وناشري الدوريات المتنوعة والأعمال المحررة التي ظهر فيها بعض مقالاتي ومنشوراتي السابقة ذات الصلة، على السماح لي بإعادة عرض تلك المادة في هذا الكتاب، على الرغم من أنها غالبا ما عدلت وحدثت. ومن بين هؤلاء أتوجه بشكر خاص إلى ديفيد دافيسون من دار نشر تيمبوس ريباراتوم/أركيوبريس، وكذلك جاك مينهارت ومجلة «أركيولوجي أوديسي»؛ وجيمس آر ماثيو ومجلة «إكسبيديشن»؛ وفيرجينيا ويب وحولية «آنيوال أوف ذا بريتش سكول آت أثنز»؛ ومارك كوهين ودار نشر سي دي إل؛ وتوم بالايما وكتاب «مينوس»؛ وروبير لافيني وسلسلة «إيجه»؛ وإد وايت ودار نشر ريكورديد بوكس/سلسلة «الباحث المعاصر»؛ وجاريت براون والجمعية الجغرافية الوطنية؛ وأنجيلوس تشانيوتيس ومارك تشافالاس، وآخرين. لقد بذلت كل ما في وسعي لكي أوثق بوضوح، داخل الحواشي وقائمة المراجع، المنشورات التي يمكن العثور فيها على مناقشاتي السابقة للبيانات المعروضة في هذا الكتاب. وأي صياغة أو اقتباس من أي نوع، سواء من منشوراتي السابقة أو من منشورات أي باحث آخر، غير منسوبة إلى مصدرها هي محض سهو غير مقصود وسوف تصحح في الطبعات المستقبلية، حسب الضرورة.
وأخيرا، ولكن بالتأكيد ليس آخرا، أود أن أشكر زوجتي، ديان، على الكثير من المحادثات المحفزة على التفكير حول جوانب متعلقة بمادة هذا الكتاب. فمن جملة من المساهمات الأخرى، أطلعتني على موضوعي تحليل الشبكات الاجتماعية ونظرية التعقيد، وأنشأت بعضا من الأشكال المستخدمة في الكتاب. أود أيضا أن أشكرها هي وأبنائي على صبرهم بينما كنت أعمل على هذا الكتاب. وكما هو الحال دائما، استفاد النص من التحرير المحكم والتعليقات النقدية لأبي، مارتن جيه كلاين.
अज्ञात पृष्ठ
خريطة حضارات العصر البرونزي المتأخر في إيجه وشرق المتوسط.
مقدمة محرر السلسلة
هذا الكتاب هو جزء من سلسلة تسمى «نقاط تحول في التاريخ القديم». كل كتاب في السلسلة يتناول حدثا مهما أو لحظة حاسمة في العالم القديم. هذه النقاط، التي دائما ما اتسمت بالاضطراب وكثيرا بدرامية وقائعها، كانت نقاطا اتخذ فيها التاريخ منحى جديدا. وهي لحظات ذات أهمية، سواء كانت ذات شهرة أو منسية. وينصب تركيزنا على أسبابها وكيفيتها، فضلا عن توقيتها الزمني. مؤلفو السلسلة هم علماء على دراية بكيفية سرد قصة؛ ورواة يمتلكون في جعبتهم أحدث الأبحاث.
تعكس سلسلة «نقاط تحول في التاريخ القديم» اتجاهات واسعة النطاق في دراسة العالم القديم. يدمج كل كتاب علم الآثار القديمة مع النصوص الكلاسيكية؛ أو بعبارة أخرى، يمزج بين الأدلة المادية والثقافة الأدبية. وتتناول الكتب حياة النخبة إلى جانب تناولها لحياة العامة من الناس. ولا تحصر السلسلة نفسها في تناول العالم اليوناني الروماني الذي يشكل، مع ذلك، صلبها بالتأكيد. فنحن نفحص، إلى جانب شعبي اليونان وروما الجارين، الشعوب غير اليونانية ولا الرومانية التي عاشت على أرض احتلها اليونان والرومان، وحضارات وشعوب العالم القديم الأوسع، في الشرق وكذلك الغرب .
يعد وقتنا الحالي وقتا رائعا لاستكشاف التاريخ القديم . فنحن اليوم، أكثر من أي وقت مضى، ندرك أن فهم الماضي القديم يعتبر أساسيا لفهمنا للحاضر، كما أنه أمر جذاب في حد ذاته.
كان لأحداث قليلة تأثير على تطور العالم القديم يفوق تأثير حدث انتهاء العصر البرونزي. كان ذلك هو الوقت الذي انهارت فيه الممالك ودويلات المدن العظيمة التي كانت موجودة فيما قبل التاريخ. وخلفت وراءها أبنية أثرية مذهلة كالأهرامات، وحكايات نتذكرها بصعوبة مثل الحكايات التي انتهى الأمر إلى إعادة صياغتها في هيئة قصة حرب طروادة البطولية. لأولئك الذين عاشوا فترة انتهاء العصر البرونزي، بدت الفاجعة وكأنها نهاية العالم. ومع ذلك فإن نهاية دول العصر البرونزي العظيمة الهائلة الحدود فتحت الباب على مصراعيه أمام ظهور عالم جديد على نطاق أكثر إنسانية، وهو عالم الألفية الأولى قبل الميلاد، العالم الذي ما زلنا نعيش فيه إلى يومنا هذا.
يبدأ كتاب «1177ق.م: عام انهيار الحضارة» بحدث غزو شعوب البحر لمصر سنة 1177 وينتقل من تلك النقطة إلى أماكن أخرى وسنوات سابقة. فيأخذنا إلى العصر البرونزي المتأخر في الأيام المجيدة للقرن الخامس عشر قبل الميلاد، ويستعرض مجموعة مختلفة من الحضارات من بلاد الرافدين إلى اليونان، ومن إسرائيل إلى الحيثيين. وبعد ذلك ينطلق عبر القرون إلى الطرائق، والشخصيات، والأحداث التي قوضت عالما. ثمة براعة في تحري الأدلة تظهر في سائر الكتاب. وتتسم التفاصيل المعروضة بالضخامة كما في التفاصيل الواردة عن خراب مدينة الميناء السورية أوغاريت حوالي 1190ق.م، وبالتعمق كما في ذكر تفصيلة تصوير جمجمة الملك توت عنخ آمون باستخدام الأشعة المقطعية والعدوى التي أصابته، بعد كسر ساقه، والتي من المحتمل أن تكون هي ما أدت إلى وفاته.
يستكشف إريك كلاين، بجرأة وذكاء وحس درامي، الأصداء ما بين العصر البرونزي المتأخر وزمننا، بدءا من أزمة اقتصادية وتغير مناخي إلى حرب في الشرق الأوسط. قد لا يكون عام 1177ق.م معروفا للكثير من الناس، لكنه يستحق أن يكون كذلك.
باري ستراوس
تصدير
अज्ञात पृष्ठ
إن اقتصاد اليونان في حالة يرثى لها. واجتاحت الثورات ليبيا، وسوريا، ومصر، مع وجود دخلاء ومحاربين أجانب يؤججون نيران الصراعات داخلها. وتركيا تخشى أن تتورط في تلك الصراعات، وكذلك إسرائيل. والأردن تعج باللاجئين. وإيران تبدي نزعة عدوانية، وتطلق التهديدات، بينما العراق يعيش حالة من الاضطراب. أليس هذا هو الحال في سنة 2013 ميلاديا؟ بلى، ولكنه كان أيضا الوضع في سنة 1177ق.م، منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام مضت، عندما انهارت حضارات منطقة البحر المتوسط في العصر البرونزي الواحدة تلو الأخرى، مغيرة إلى الأبد مسار ومستقبل العالم الغربي. لقد كانت هذه لحظة محورية في التاريخ، مثلت للعالم القديم نقطة تحول.
استمر العصر البرونزي في منطقة إيجه، ومصر، والشرق الأدنى ما يقرب من ألفي عام، من سنة 3000ق.م تقريبا إلى بعيد سنة 1200ق.م وعندما حانت النهاية، بعد قرون من التطور الثقافي والتكنولوجي، انتهى الحال بغالبية عالم أقاليم البحر المتوسط المتحضر والدولي إلى نهاية مأساوية في مساحة شاسعة تمتد من اليونان وإيطاليا في الغرب إلى مصر، ومنطقة كنعان، وبلاد الرافدين في الشرق. وسرعان ما انهارت إمبراطوريات كبيرة وممالك صغيرة، كانت قد استغرقت قرونا لتتطور. وبنهايتها حلت فترة انتقالية، اعتبرها الباحثون فيما مضى أول عصر ظلام يمر به العالم. ومرت قرون قبل أن تظهر نهضة ثقافية جديدة في اليونان والمناطق المتضررة الأخرى، ممهدة الطريق لتطور المجتمع الغربي على الصورة التي نعرفه عليها في وقتنا الحاضر.
على الرغم من أن هذا الكتاب يعنى في المقام الأول بانهيار حضارات العصر البرونزي والعوامل التي أدت إلى ذلك الانهيار منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة مضت، فإنه قد يتضمن دروسا يمكن أن تستفيد منها مجتمعاتنا المعاصرة ذات الطابع العالمي والمتجاوزة للحدود الوطنية. قد يخال للبعض أنه لا يمكن أن تكون هناك مقارنة بين عالم العصر البرونزي المتأخر وثقافتنا الحالية المعتمدة على التكنولوجيا. ومع ذلك، فثمة ما يكفي من أوجه التشابه بين الاثنين - التي تشمل البعثات الدبلوماسية وحظر التبادل التجاري الاقتصادي؛ وعمليات الخطف والفدية، وعمليات القتل والاغتيالات الملكية؛ والأعراس الفخمة وحالات الطلاق غير السارة؛ والمؤامرات الدولية والتضليل العسكري المتعمد؛ والتغير المناخي والجفاف؛ وحتى تحطم سفينة أو اثنتين - ما يجعل من النظر بمزيد من التدقيق في أحداث، وأشخاص، وأماكن حقبة ما كانت موجودة منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام؛ أمرا يزيد عن كونه مجرد عملية أكاديمية متعلقة بدراسة التاريخ القديم.
1
في الاقتصاد العالمي المعاصر، وفي عالم عصفت به مؤخرا الزلازل وأمواج تسونامي في اليابان وثورات «الربيع العربي» الديمقراطية في مصر، وتونس، وليبيا، وسوريا، واليمن، تتشابك ثروات واستثمارات الولايات المتحدة وأوروبا تشابكا لا انفصام له في إطار نظام عالمي يشمل أيضا شرق آسيا ودول الشرق الأوسط المنتجة للنفط؛ ومن ثم، فإن من المحتمل وجود الكثير من الدروس التي يمكن استخلاصها من فحص البقايا المتناثرة لحضارات كانت هي الأخرى متداخلة وانهارت منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام.
إن مناقشة «انهيار الحضارات» وإجراء مقارنات بشأن بزوغ وأفول الإمبراطوريات ليست فكرة جديدة؛ فالباحثون يقومون بذلك منذ القرن الثامن عشر على الأقل، عندما كتب إدوارد جيبون عن سقوط الإمبراطورية الرومانية. وثمة مثال أحدث على ذلك هو كتاب جاريد دياموند «الانهيار».
2
غير أن هؤلاء المؤلفين كانوا يدرسون كيفية زوال إمبراطورية منفردة أو حضارة منفردة؛ كالرومان، والمايا، والمغول، وغيرهم. أما في هذا الكتاب، فنحن ندرس نظاما عالميا معولما يضم حضارات متعددة تتفاعل جميعها فيما بينها ويعتمد بعضها على بعض على الأقل جزئيا. لا يعرف إلا حالات قليلة في التاريخ من هذا النوع من الأنظمة العالمية المعولمة؛ والحالة التي كانت قائمة أثناء العصر البرونزي المتأخر والحالة القائمة في يومنا هذا هما من أوضح الأمثلة، وأوجه التشابه - قد تكون أوجه المقارنة عبارة أفضل - بينهما أحيانا ما تكون مثيرة للاهتمام.
على سبيل المثال لا الحصر، مؤخرا لاحظت كارول بيل، وهي باحثة أكاديمية بريطانية، أن «الأهمية الاستراتيجية للقصدير في العصر البرونزي المتأخر ... ربما لم تكن تختلف كثيرا عن أهمية النفط الخام في هذه الأيام.»
3
अज्ञात पृष्ठ
في ذلك الوقت، كان القصدير متاحا بكميات كبيرة فقط من مناجم معينة في منطقة بدخشان في أفغانستان وكان يتعين جلبه برا من هناك إلى مواقع في بلاد الرافدين (العراق الحالية) وشمال سوريا، ومن هناك كان يوزع إلى نقاط أبعد في الشمال، أو الجنوب، أو الغرب، بما في ذلك نقله عبر البحر إلى منطقة إيجه. تتابع بيل قائلة: «لا بد وأن أمر توفر ما يكفي من القصدير لإنتاج ... برونز ذي جودة تسمح باستخدامه في تصنيع الأسلحة قد شغل فكر الملك العظيم في مدينة حاتوسا [عاصمة الحيثيين] والفرعون في طيبة بنفس الطريقة التي يشغل بها أمر تزويد قائد السيارة الرياضية المتعددة الأغراض الأمريكي بالبنزين بتكلفة معقولة ذهن أي رئيس أمريكي هذه الأيام!»
4
بدأت سوزان شيرات، وهي عالمة آثار كانت تعمل في السابق في المتحف الأشمولي في أكسفورد وحاليا في جامعة شيفيلد، في تأييد مثل هذه المقارنة منذ عقد مضى. فكما أوردت، يوجد بعض «أوجه المقارنة المفيدة حقا» بين عالم سنة 1200ق.م وعالمنا اليوم، والتي تشمل ازديادا في الانقسام السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي، بالإضافة إلى إجراء عمليات تبادل مباشر على «مستويات اجتماعية غير مسبوقة وعبر مسافات غير مسبوقة.» أوثق ملاحظاتها علاقة هي الملاحظة المتعلقة بأن الوضع في نهاية العصر البرونزي المتأخر يتشابه مع «اقتصادنا وثقافتنا العالميين اللذين يتسمان بأنهما يزدادان تجانسا ومع ذلك يتعذر التحكم فيهما، من ناحية أن ... التقلبات السياسية في جانب من العالم يمكن أن تؤثر تأثيرا جذريا على اقتصاد مناطق تبعد عنه آلاف الأميال.»
5
ذات مرة قال المؤرخ فرنان بروديل: «قصة العصر البرونزي يمكن بسهولة كتابتها على نحو درامي؛ فهي مليئة بعمليات الغزو، والحروب، والنهب، والكوارث السياسية والانهيارات الاقتصادية الطويلة الأمد، وهي تمثل «أول الصدامات بين الشعوب».» ويرى أيضا أنه يمكن كتابة تاريخ العصر البرونزي «ليس فقط على هيئة قصة بطولية تقوم على الدراما والعنف، وإنما على هيئة قصة تضم صلات أكثر ودا: تجارية، ودبلوماسية (حتى في هذا الوقت)، وفي المقام الأول ثقافية.»
6
لاقت اقتراحات بروديل آذانا مصغية، وها أنا هنا أقدم قصة (أو بالأحرى قصص) العصر البرونزي المتأخر على هيئة مسرحية من أربعة مشاهد، مع سرد مناسب واسترجاعات فنية ملائمة الغرض منها تقديم سياقات مناسبة لتقديم بعض الشخصيات الفاعلة الرئيسية، مثلما ظهرت لأول مرة على مسرح الأحداث العالمي ثم خرجت؛ من توداليا الحيثي وتوشراتا الميتاني إلى أمنحتب الثالث المصري وآشور أوباليط الآشوري (جرى توفير مسرد، تحت عنوان «الشخوص الدرامية» في نهاية الكتاب، لأولئك الذين يودون أن يتمكنوا من معرفة الأسماء والتواريخ).
ومع ذلك، فسردنا سيكون أيضا أشبه بقصة بوليسية، بما يحوي من تغيرات وتحولات غير متوقعة في الأحداث، وأدلة كاذبة، وخيوط مهمة. وأقتبس هنا من هيركيول بوارو، المحقق البلجيكي الأسطوري الذي أبدعته قريحة أجاثا كريستي، التي كانت هي نفسها متزوجة من عالم آثار،
7
قوله: إننا سنحتاج إلى استخدام «خلايا عقلنا الرمادية الصغيرة» حتى ننسج معا الخيوط الشتى للأدلة في نهاية سردنا للوقائع، في مسعانا للإجابة على السؤال المتعلق بالسبب وراء الانهيار الفجائي لنظام دولي مستقر بعد ازدهاره لقرون.
अज्ञात पृष्ठ
أيضا، بغية أن نستوعب حقا كنه ما انهار سنة 1177ق.م والسبب وراء كونها لحظة حاسمة للغاية في التاريخ القديم، يجب أن نبدأ من زمن أسبق، مثلما قد يود المرء أن يرجع إلى القرن الثامن عشر الميلادي ويبدأ من ذروة عصر التنوير، والثورة الصناعية، وتأسيس الولايات المتحدة، حتى يستوعب حقا المنشأ الذي أتى منه عالم اليوم الذي تسوده العولمة. ومع أن اهتمامي الرئيسي منصب على دراسة الأسباب المحتملة لانهيار حضارات العصر البرونزي في هذه المنطقة، فإنني أطرح أيضا السؤال حول ماهية ما خسره العالم في تلك اللحظة المحورية، عندما أخذت تنهار إمبراطوريات وممالك الألفية الثانية قبل الميلاد، وإلى أي مدى تراجعت الحضارة، في بعض الأماكن لقرون، في هذا الجزء من العالم، وتغيرت تماما بلا رجعة. كان حجم الكارثة هائلا؛ إذ كانت خسارة لن يرى العالم مثلها ثانية حتى انهيار الإمبراطورية الرومانية بعد ذلك بأكثر من ألف وخمسمائة سنة.
تمهيد
انهيار الحضارات: 1177ق.م
دخل المحاربون المشهد العالمي وتحركوا بسرعة، مخلفين في أعقابهم الموت والدمار. يشير الباحثون المعاصرون إليهم جملة بمسمى «شعوب البحر»، لكن المصريين الذين سجلوا هجومهم على مصر لم يستخدموا هذا المصطلح أبدا، محددين هويتهم عوضا عن ذلك باعتبارهم مجموعات منفصلة تعمل معا: الفلستيون، والتجيكر، والشيكليش، والشاردانا، والدانونا ، والويشيش؛ وهي أسماء أجنبية الوقع لأناس بملامح أجنبية.
1
بخلاف ما تخبرنا به السجلات المصرية، فنحن لا نعرف عن هؤلاء الناس سوى القليل. إننا لسنا متأكدين من المكان الذي جاءت منه شعوب البحر، ربما كان صقلية، وسردينيا، وإيطاليا، حسب إحدى الفرضيات، أو ربما منطقة إيجه أو غرب الأناضول، أو من المحتمل حتى أن يكونوا قد جاءوا من قبرص أو شرق المتوسط.
2
لم يتعرف أبدا على أي موقع قديم باعتباره مكان منشئهم أو مغادرتهم. إننا نعتقد أنهم كانوا يتنقلون باستمرار من موقع إلى آخر، آخذين في اجتياح البلاد والممالك أثناء مرورهم بها. وحسب النصوص المصرية، فإنهم أقاموا معسكرا في سوريا قبل الاستمرار بحذاء ساحل منطقة كنعان (التي تتضمن أجزاء من سوريا الحالية، ولبنان، وإسرائيل) وإلى دلتا نيل مصر.
كان العام هو عام 1177ق.م، وكان العام الثامن لحكم الفرعون رمسيس الثالث.
3
अज्ञात पृष्ठ
وحسب المصريين القدماء، وحسب أحدث الدلائل الأثرية، أتى بعض شعوب البحر عبر اليابسة، في حين أتى البعض الآخر عبر البحر.
4
لم يكن ثمة ملابس موحدة ولا أدوات عسكرية ملمعة. تصور الرسوم القديمة مجموعة منهم بلباس رأس ذي ريش، بينما كانت ترتدي مجموعة أخرى أغطية رأس من الجماجم؛ بل إن آخرين ارتدوا خوذات ذات قرون أو مضوا حاسري الرءوس. وكان لبعضهم لحيات قصيرة مدببة وارتدوا إزارا قصيرا، وكانوا إما عراة الصدر وإما مرتدين سترة؛ وكان آخرون حليقي الوجه وارتدوا ملابس أطول، تكاد تماثل التنانير. تشير هذه الملاحظات إلى أن شعوب البحر ضموا مجموعات متنوعة من مناطق جغرافية مختلفة وثقافات مختلفة. لقد جاءوا، متسلحين بسيوف برونزية حادة، ورماح خشبية ذات رءوس معدنية لامعة، وأقواس وسهام، في قوارب، ومركبات، وعربات تجرها الثيران، وعجلات حربية. وعلى الرغم من أنني اتخذت من عام 1177ق.م تاريخا محوريا، فإننا نعرف أن الغزاة جاءوا في موجات على مدى فترة طويلة من الزمن. وأحيانا كان المحاربون يأتون بمفردهم، وفي أحيان أخرى كانوا يصطحبون معهم عائلاتهم.
شكل 1: تصوير لشعوب البحر على هيئة أسرى في مدينة هابو (نقلا عن كتاب «مدينة هابو»، المجلد الأول، اللوح الجداري رقم 44؛ بإذن من معهد الدراسات الشرقية التابع لجامعة شيكاجو).
حسب نقوش رمسيس، لم يكن بوسع أي بلد مجابهة هذه الجماعات البشرية الغازية. كانت المقاومة غير مجدية. سقطت القوى العظمى في ذلك الوقت - الحيثيون، والميسينيون، والكنعانيون، والقبارصة، وآخرون - واحدة تلو الأخرى. فر بعض الناجين من المذابح؛ وتجمع آخرون في خرائب مدنهم التي كانت مجيدة يوما ما؛ بل إن آخرين انضموا إلى الغزاة، فكثروا أعدادهم وزادوا من التعقيدات الواضحة لتكوين حشد الغزاة. كانت كل مجموعة من شعوب البحر ترتحل، فيما يبدو، لأسباب متفردة لدى كل واحدة منها. ربما كان ما حفز البعض هو الرغبة في الغنائم أو العبيد؛ وربما أجبرت آخرين الضغوط الناجمة عن زيادة السكان على النزوح شرقا من أراضيهم في الغرب.
كتب رمسيس بإيجاز على جدران معبده الجنائزي في مدينة هابو، بالقرب من وادي الملوك:
أعدت البلاد الأجنبية مؤامرة في جزرها. وفجأة ودونما إنذار انتزعوا البلدان ودمروها في خضم المعارك الحامية الوطيس. ولم يستطع أي بلد أن يصمد في مواجهة جيوشهم، فاغتصبت البلدان بدءا من خاتي، وكودي، وكركميش، وأرزاوا، وألشية وما بعدها دفعة واحدة. [لقد أقاموا] معسكرهم في مكان واحد في عمورو، والتي قتلوا شعبها، وكان حال أرضها كحال أرض خربة لم يكن ثمة وجود لبشر عليها من قبل. كانوا آخذين في التقدم صوب مصر، بينما كانت النار معدة لهم. كان تحالفهم يتكون من الفلستيين، والتجيكر، والشيكليش، والدانونا، والويشيش، والتي كانت بلدانهم متحدة. لقد احتلوا بلدانا بقدر ما وصلت إليه أيديهم، وكانت قلوبهم واثقة وموقنة بالنصر.
5
نعرف هذه الأماكن التي ورد أنها اكتسحت على يد الغزاة؛ إذ كانت مشهورة في العصور القديمة. خاتي هي أرض الحيثيين، حيث يقع قلبها النابض على هضبة الأناضول (الاسم القديم لتركيا) الداخلية بالقرب من أنقرة الحالية وتمتد إمبراطوريتها من ساحل بحر إيجه في الغرب إلى أراضي شمال سوريا في الشرق. من المحتمل أن تقع كودي في جنوب شرق تركيا حاليا (ربما إقليم كيزواتنا القديم). كركميش هي موقع أثري معروف جرت فيه أول عملية تنقيب منذ قرن تقريبا بواسطة فريق من علماء الآثار كان يضم السير ليونارد وولي، الذي ربما يشتهر أكثر بعمليات التنقيب عن آثار النبي إبراهيم في «مدينة أور الكلدانيين» في العراق، وتي إي لورانس، الذي درس في جامعة أكسفورد ليكون عالم آثار في مجال الآثار اليونانية والرومانية قبل أن تحوله أعماله البطولية في الحرب العالمية الأولى في نهاية المطاف إلى «لورانس العرب» الذي جسدت هوليوود شخصيته. أرزاوا كانت أرضا معروفة لدى الحيثيين؛ إذ كانت تقع في متناول أيديهم في منطقة غرب الأناضول. ربما كانت ألشية هي ما نعرفه في يومنا هذا باسم جزيرة قبرص، وهي جزيرة غنية بالمعادن تشتهر بخام النحاس. كانت عمورو تقع على ساحل شمال سوريا. سنعاود الحديث عن كل هذه الأماكن، في الصفحات والقصص التالية.
المجموعات الست المنفصلة التي كونت شعوب البحر أثناء هذه الموجة من الغزو، وهي المجموعات الخمس التي ذكرها رمسيس أعلاه في نقش مدينة هابو بالإضافة إلى مجموعة سادسة، تسمى بالشاردانا، والمذكورة في نقش آخر ذي صلة، أكثر إبهاما من البلدان التي اجتيحت كما ورد. فلم تترك نقوشا خاصة بها ولذلك فالمصدر النصي الوحيد تقريبا الذي نستمد معرفتنا عنها منه هو النقوش المصرية.
अज्ञात पृष्ठ
6
يصعب أيضا رصد معظم هذه المجموعات في السجل الأثري، على الرغم من أن علماء الآثار والعلماء اللغويين ظلوا يبذلون محاولات شجاعة في هذا الإطار طوال شطر كبير من القرن الماضي، أولا بإجراء بعض الألعاب اللغوية، وبعد ذلك، في فترة أحدث عهدا، بتفحص الفخار والبقايا الأثرية الأخرى. فعلى سبيل المثال، كان الدانونا معروفين منذ زمن بعيد على أنهم الدانانيون الذين أتى هوميروس على ذكرهم، والذين كانوا يعيشون في منطقة إيجه في العصر البرونزي. وغالبا ما يفترض أن الشيكليش أتوا من جزيرة صقلية الحالية وأن الشاردانا أتوا من جزيرة سردينيا، استنادا إلى أوجه التشابه بين الحروف الساكنة في كل من الحالتين وإلى حقيقة أن رمسيس يشير إلى تلك «البلاد الأجنبية» بأنها تتآمر «في جزرها»؛ إذ وصف الشاردانا تحديدا في نقوش رمسيس بأنهم أتوا «من البحر».
7
ومع ذلك لا يقبل كل الباحثين هذه الاقتراحات، وتوجد مدرسة فكرية بكاملها تقترح أن شعبي الشيكليش والشاردانا لم يأتيا من غرب المتوسط، وإنما كانا من مناطق في شرق المتوسط وأنهما فرا فحسب إلى منطقتي صقلية وسردينيا، ومنحا اسميهما لهاتين المنطقتين، بعد هزيمتهم على يد المصريين. ثمة حقيقة تدعم هذا الاحتمال وهي أن الشاردانا معروفون بأنهم قاتلوا مع وكذلك ضد المصريين قبل ظهور شعوب البحر بوقت طويل. وتوجد حقيقة تتعارض مع هذا الاحتمال؛ وهي أن رمسيس الثالث أخبرنا في وقت لاحق أنه وطن الناجين من القوات المهاجمة في مصر ذاتها.
8
من بين كل المجموعات الأجنبية النشطة في هذه الساحة في ذلك الوقت، لم يحدد على نحو مؤكد سوى مجموعة واحدة فقط. فثمة قبول عام أن الفلستيين من شعوب البحر ليسوا سوى الفلسطينيين، الذين يحدد الكتاب المقدس أنهم أتوا من جزيرة كريت.
9
وعلى ما يبدو أن التحديد اللغوي كان واضحا للغاية، حتى إن جان-فرانسوا شامبليون، الذي فك الرموز الهيروغليفية المصرية، كان قد اقترح ذلك بالفعل قبل عام 1836، وتحديد هوية أنماط فخارية معينة، وعمارة، وبقايا مواد أخرى على أنها «فلسطينية» بدأ مبكرا منذ عام 1899، وذلك على يد علماء آثار الكتاب المقدس الذين كانوا يعملون في قرية تل الصافي التي حددت هويتها على أنها مدينة جت التوراتية.
10
وبينما لا نعرف بأي قدر من الدقة أصول الغزاة أو دوافعهم، فإننا نعرف الأشكال التي كانوا يبدون عليها؛ فيمكننا أن نرى أسماءهم ووجوههم محفورة على جدران معبد رمسيس الثالث الجنائزي في مدينة هابو. يزخر هذا الموقع الأثري القديم بكل من الرسوم وصفوف الكتابة الهيروغليفية المهيبة. تظهر دروع الغزاة وأسلحتهم وملابسهم وقواربهم وعرباتهم التي تجرها الثيران المحملة بالأغراض في الرسوم بوضوح تام، وبتفصيل كبير لدرجة أن الباحثين نشروا تحليلات للأفراد وحتى للقوارب المختلفة التي تظهر في المشاهد.
अज्ञात पृष्ठ
11
وتتسم صور بانورامية أخرى بأنها أغنى بالتفاصيل الحية. تظهر واحدة من هذه الصور البانورامية الغرباء والمصريين وهم يخوضون معركة بحرية تعج بالهرج والمرج؛ فبعضهم طافون رأسا على عقب ومن الواضح أنهم ميتون، بينما لا يزال آخرون يقاتلون بضراوة من قواربهم.
منذ عشرينيات القرن العشرين، أخذ علماء المصريات من معهد الدراسات الشرقية التابع لجامعة شيكاجو يدرسون نقوش ومشاهد مدينة هابو وينسخونها بدقة وحرص. كان المعهد ولا يزال واحدا من المراكز البحثية البارزة في العالم في دراسة الحضارات القديمة في مصر والشرق الأدنى. وقد أسسه جيمس هنري بريستد لدى عودته من رحلة ملحمية عبر الشرق الأدنى في عامي 1919 و1920، بخمسين ألف دولار كمبلغ مبدئي ممنوح من جون دي روكفلر الابن. وقام علماء الآثار التابعون لهذا المعهد بالتنقيب في كل أنحاء الشرق الأدنى، من إيران إلى مصر وما وراءهما.
شكل 2: معركة بحرية مع شعوب البحر في مدينة هابو (نقلا عن كتاب «مدينة هابو»، المجلد الأول، اللوح الجداري رقم 37؛ بإذن من معهد الدراسات الشرقية التابع لجامعة شيكاجو).
كتب الكثير عن بريستد ومشاريع المعهد التي بدأت تحت إشرافه، بما في ذلك عمليات التنقيب في مجدو (هرمجدون التوراتية) في إسرائيل، التي استمرت من عام 1925 حتى عام 1939.
12
وكان من أهم تلك المشاريع عمليات المسح الأثري للنقوش التي أجريت في مصر، والتي بذل علماء المصريات خلالها جهدا مضنيا في نسخ المشاهد والنصوص الهيروغليفية التي خلفها الفراعنة على معابدهم وقصورهم في كافة أنحاء مصر. إن نسخ النقوش الهيروغليفية المحفورة على الجدران الحجرية والآثار لهي مهمة شاقة للغاية؛ فهي عملية تتضمن ساعات طويلة من العمل، وعادة ما يجثم الناسخون على سلالم أو سقالات تحت الشمس الحارقة، وهم يحدقون في رموز بحالة متردية نقشت على بوابات، ومعابد، وأعمدة. حسبنا القول إن النتائج فائقة القيمة، لا سيما وأن نقوشا كثيرة قد تأثرت تأثرا بالغا جراء عوامل التعرية، أو ما يسببه السائحون من تلف، أو أسباب أخرى. ولو لم تكن تلك النقوش قد نسخت لكانت ستصبح في نهاية المطاف مبهمة بالنسبة للأجيال القادمة. وقد نشرت نتائج عمليات النسخ من مدينة هابو في سلسلة من المجلدات، ظهر أولها في عام 1930، مع ظهور المجلدات الأخرى التي كانت ذات صلة بها في الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين.
على الرغم من أن المناقشات العلمية مستمرة بهذا الشأن، فإن معظم الخبراء يتفقون على أن المعارك البرية والبحرية المرسومة على جدران مدينة هابو يحتمل أنها جرت في وقت واحد تقريبا في دلتا مصر أو بالقرب منها. وثمة احتمال أنها تمثل معركة واحدة طويلة حدثت في البر وكذلك في البحر، وكان بعض الباحثين قد اقترحوا أن المعارك البرية وكذلك البحرية تمثل كمائن لقوات شعوب البحر، أخذهم فيها المصريون على حين غرة.
13
وعلى أي حال، ليست النتيجة النهائية محل شك؛ ففي مدينة هابو يصرح الفرعون المصري بوضوح تام قائلا:
अज्ञात पृष्ठ
إن أولئك الذين وصلوا إلى حدودي قد أفنيت نسلهم، وأفنيتهم هم أنفسهم إلى أبد الآبدين. والذين أتوا قدما من البحر، كانت النار الشاملة أمامهم عند مصبات النهر، بينما أحاط بهم طوق من الحراب على الشاطئ. لقد اقتيدوا، وحوصروا، وطرحوا على الشاطئ، وقتلوا، وتحولت جثثهم، التي وضعت رأسا على عقب، إلى أكوام. وكانت سفنهم وأغراضهم وكأنما أسقطت في الماء. لقد جعلت الممالك تخشى حتى ذكر اسم مصر؛ لأنهم عندما يذكرون اسمي في أرضهم، عندئذ يكتوون بنار الغيظ.
14
ثم يتابع رمسيس الحديث عما حدث، في وثيقة شهيرة معروفة باسم «بردية هاريس»، ومجددا يذكر أسماء أعدائه المهزومين:
هزمت أولئك الذين غزوا حدودي في بلادهم. لقد ذبحت الدانونا [الذين يعيشون] في الجزر، واستحال التجيكر والفلستيون رمادا. وصار الشاردانا والويشيش، سكان البحر، وكأن لا وجود لهم؛ إذ أخذوا أسرى دفعة واحدة، وجلبوا أسرى إلى مصر، مثل رمل الشاطئ. ووضعتهم في حصون مكبلين بأمري. وكانت طوائفهم عديدة تبلغ مئات الآلاف. ففرضت عليهم كلهم ضرائب، في الملبس والحبوب من المخازن وشون الحبوب سنويا.
15 •••
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يقاتل فيها المصريون قوة مشتركة من «شعوب البحر». فقبل ذلك بثلاثين سنة، في عام 1207ق.م، أثناء العام الخامس من حكم الفرعون مرنبتاح، كان تحالف مماثل من هذه المجموعات المبهمة قد هاجم مصر.
ربما كان أكثر ما يشتهر به مرنبتاح لدى الطلاب الدارسين للشرق الأدنى القديم هو أنه أول فرعون مصري يستخدم مصطلح «إسرائيل» في نقش يعود تاريخه إلى نفس هذا العام (1207ق.م). هذا النقش يتضمن أقدم ظهور لاسم «إسرائيل» خارج الكتاب المقدس. في النقش الفرعوني، يظهر الاسم - المكتوب برمز خاص لكي يشير إلى الشعب وليس المكان - في وصف موجز لحملة إلى منطقة كنعان، حيث كان يوجد الشعب الذي يدعوه «إسرائيل».
16
الجمل موجودة في سياق نقش طويل ليس معنيا بهذا الشعب وإنما هو معني بمعارك مرنبتاح الدائرة مع الليبيين، الذين كانوا موجودين على الحدود الغربية لأراضي مصر الأصلية. لقد كان الليبيون وشعوب البحر هم من شغلوا جل اهتمام مرنبتاح خلال هذا العام، وليس الإسرائيليين.
على سبيل المثال، في نص عثر عليه في موقع مدينة هليوبوليس القديمة، يرجع تاريخه إلى «العام الخامس، الشهر الثاني من الموسم الثالث (الشهر العاشر)»، يخبرنا النص أن «زعيم ليبيا الوغد أغار [مع] الشيكليش وكل بلد أجنبي، مساند له، لينتهك حدود مصر.»
अज्ञात पृष्ठ
17
تتكرر نفس الصياغة في نقش آخر، يعرف باسم «عمود القاهرة».
18
وفي نقش آخر أطول عثر عليه في الكرنك (مدينة الأقصر الحالية)، نحصل على تفصيلات إضافية عن هذه الموجة الأقدم من موجات توغل شعوب البحر. وترد هنا أسماء المجموعات الفردية: [بداية النصر الذي أحرزه صاحب الجلالة في أرض ليبيا] الأقوش، والترش، واللكا، والشاردانا، والشيكليش، الشماليون القادمون من كل البلاد. ... الموسم الثالث، يقول: زعيم ليبيا الوغد المرذول ... قد هاجم بلد التحنو برماته؛ الشاردانا، والشيكليش، والأقوش، واللكا، والترش، آخذا أفضل المحاربين والمقاتلين في بلده ...
قائمة الأسرى الذين نقلوا من بلاد ليبيا هذه والبلاد التي أحضرها معه ...
الشيردين، الشيكليش، الأقوش من بلاد البحر، الذين لم يكن لهم غلف:
الشيكليش 222 رجلا
يشكلون 250 يدا
الترش 742 رجلا
يشكلون 790 يدا
अज्ञात पृष्ठ
الشاردانا - [يشكلون] - [الأق] وش الذين لم يكن لهم غلف، القتلى، الذين حملت أيديهم، [بسبب] أنهم
لم يكن لهم [غلف] -
الشيكليش والترش الذين أتوا كأعداء من ليبيا -
الكيهيك، والليبيون، الذين سيقوا كأسرى أحياء 218 رجلا.
19
أمور عديدة واضحة في هذا النقش. أولا يوجد خمس مجموعات، لا ست، شكلت هذه الموجة الأقدم من موجات غزو شعوب البحر: الشاردانا (أو الشيردين)، والشيكليش، والأقوش، واللكا، والترش. كانت مجموعتا الشاردانا والشيكليش موجودتين في كل من هذا الغزو والغزو اللاحق أثناء زمن رمسيس الثالث، ولكن المجموعات الثلاث الأخرى مختلفة. ثانيا، الشاردانا، والشيكليش، والأقوش معرفون على نحو خاص على أنهم شعوب «من بلاد البحر»، بينما المجموعات الخمس موصوفة مجتمعة بأنها «الشماليون القادمون من كل البلاد». وهذا الوصف الأخير ليس مستغربا جدا، كون معظم البلاد التي كان مصريو المملكة الحديثة على اتصال بها (باستثناء النوبة وليبيا) تقع شمال مصر. إن تعريف الشاردانا والشيكليش بأنهما شعبان «من بلاد البحر» يعزز القول بأنهما مرتبطان بسردينيا وصقلية، على الترتيب.
قاد وصف الأقوش بأنهم شعب «من بلاد البحر» بعض الباحثين إلى القول بأنهم الآخيون الذين ذكرهم هوميروس، أي، الميسينيون المنتمون إلى البر الرئيسي ليونان العصر البرونزي، الذين ربما سيكونون من رأى رمسيس الثالث أنهم الدانونا في نقوشه التي تذكر شعوب البحر بعد ذلك بعقدين من الزمن. أما فيما يتعلق بالاسمين الأخيرين، يرى الباحثون عموما أن اللكا يشير إلى شعب من جنوب غرب تركيا، في المنطقة التي عرفت لاحقا أثناء الحقبة الكلاسيكية القديمة باسم ليكية. أما منشأ الترش، فغير متيقن ولكنهم قد يكون لهم صلة بالأتروسكانيين في إيطاليا.
20
لا تطلعنا النقوش سوى على نزر يسير من الأمور الأخرى، ولا تتضمن أكثر من فكرة عامة جدا عن المكان الذي دارت فيه المعركة أو المعارك. يقول مرنبتاح فقط إن النصر «أحرز في أرض ليبيا.» التي يعرفها أيضا بأنها «بلد التحنو». ومع ذلك يدعي مرنبتاح بوضوح تحقيق النصر؛ إذ إنه يعدد القتلى والأسرى من مقاتلي الأعداء، من كل من الرجال و«الأيدي». كان قطع أيدي قتلى الأعداء والعودة بها كإثبات، من أجل نيل التقدير والمكافأة، ممارسة شائعة في ذلك الوقت. وتم العثور للتو على دليل بشع على هذه الممارسة يرجع إلى عصر الهكسوس في مصر، قبل زمن مرنبتاح بنحو أربعمائة سنة، على هيئة ست عشرة يدا يمنى مدفونة في أربع حفر في قصر الهكسوس في مدينة أواريس في دلتا النيل.
21
अज्ञात पृष्ठ
على أي حال، لا نعرف إن كان كل المنتمين إلى شعوب البحر قد قتلوا أو أن بعضهم قد نجا، ولكن يمكننا على الأرجح افتراض نجاة بعضهم، حيث إن العديد من هذه المجموعات قد عاد في الغزو الثاني بعد ذلك بثلاثين سنة.
في عام 1177ق.م، وكما حدث في السابق في عام 1207ق.م، دان النصر للمصريين. وما كان لشعوب البحر أن تعود إلى مصر مرة ثالثة. تفاخر رمسيس بأن الأعداء «أسقطوا وقهروا في أماكنهم.» وكتب: «انتزعت قلوبهم؛ وتشتتت أرواحهم. وتناثرت أسلحتهم في البحر.»
22
ومع ذلك، فقد كان نصرا باهظ الثمن. فعلى الرغم من أن مصر تحت حكم رمسيس الثالث كانت القوة العظمى الوحيدة التي نجحت في مقاومة الهجوم الضاري لشعوب البحر، فإن المملكة المصرية الحديثة لم تعد أبدا إلى سابق عهدها بعد ذلك، ويعزى ذلك على الأرجح إلى المشكلات الأخرى التي واجهتها منطقة البحر المتوسط بأكملها أثناء هذه الفترة، كما سنرى لاحقا. خلال بقية الألفية الثانية قبل الميلاد، كان الفراعنة التالون راضين بحكم بلد تقلص نفوذه وسلطته كثيرا. وصارت مصر إمبراطورية غير ذات شأن؛ مجرد صورة باهتة لما كانت عليه فيما مضى. ولم ترتق مصر إلى ما يشبه هذه المكانة إلا في أيام الفرعون شيشنق، وهو ليبي أسس الأسرة الثانية والعشرين في حوالي سنة 945ق.م، والذي من المحتمل أن يكون هو من حدد الكتاب المقدس العبري هويته بوصفه الفرعون المدعو شيشاك.
23
بعيدا عن مصر، تراجعت واختفت تقريبا كل البلاد والقوى الأخرى التي كانت موجودة في الألفية الثانية قبل الميلاد في منطقة إيجه والشرق الأدنى - تلك البلاد والقوى التي كانت موجودة أثناء أزهى سنوات الفترة التي ندعوها الآن بالعصر البرونزي المتأخر - إما فورا أو في غضون أقل من قرن. في النهاية، كان الأمر كما لو أن الحضارة نفسها قد محيت في قسم كبير من هذه المنطقة. لقد اختفى كثير من منجزات القرون السابقة، إن لم يكن كلها، عبر مساحات شاسعة من الأراضي، من اليونان إلى بلاد الرافدين. وبدأت حقبة انتقالية جديدة: عصر كان له أن يستمر ما لا يقل عن قرن وربما ما يصل إلى ثلاثة قرون في بعض المناطق.
يبدو أنه ليس ثمة شك في أنه من المؤكد أن الرعب قد ساد في سائر البلاد في الأيام الأخيرة لهذه الممالك. يمكن رؤية مثال محدد لذلك على لوح طيني، منقوش عليه رسالة من ملك أوغاريت في شمال سوريا، موجهة إلى ملك جزيرة قبرص ذي المرتبة الأعلى:
أبي، الآن وصلت سفن العدو. إنهم يضرمون النار في مدني وأحاقوا الأذى بالبلد. ألا يعرف أبي أن كل رجال المشاة خاصتي و[مركباتي الحربية] متمركزون في خاتي، وأن كل سفني متمركزة في أرض اللكا؟ إنهم لم يعودوا بعد؛ لذا فالبلد ليس له حماية. فليكن أبي على علم بهذا الأمر. الآن سفن العدو السبع التي كانت آتية قد ألحقت بنا الكثير من الضرر. وإذا كانت سفن أخرى ستظهر، فأعلمني بطريقة ما، حتى أحاط علما.
24
يوجد خلاف بشأن ما إن كان من الممكن أن يكون اللوح قد وصل إلى الجهة المقصودة على جزيرة قبرص. اعتقد المنقبون الأصليون الذين عثروا على اللوح أنه من المحتمل أن الرسالة لم ترسل أبدا. ورد بالأساس أنه عثر عليه في قمين - بالإضافة إلى أكثر من سبعين لوحا آخر - حيث كان قد وضع على ما يبدو من أجل أن يقسى بالحرارة؛ كون تلك أفضل حالة يتجاوز بها الرحلة الشاقة إلى قبرص.
अज्ञात पृष्ठ