سأل هير فجأة: «ماذا كانت ترتدي؟» «حلة من التويد، لونها بيج ومرقطة بالبني، ومعطفا طويلا واسعا تغطي أكمامه أصابعها، وله جيوب خارجية، وطرفا كميه مخيطان، وكذلك وشاحا، كان طرفا الوشاح مربوطين بأزرار زرقاء مصنوعة من العظم، وقميصا من الحرير الطبيعي مخيطا بخيط أزرق - لكن بدرجة مختلفة - وتضع منديلا صغيرا أزرق اللون في جيب سترتها الأمامي. يؤسفني أنه فاتني ملاحظة الكثير من التفاصيل. كانت قبعتها مصنوعة من الخامة نفسها، ولها حافة مخيطة، وقمة على طراز «ريكامييه»، وتبرز من ريشة زرقاء زاهية تبدو مضحكة.»
قال هير آمرا: «توقفي. ها وقد تذكرت القبعة، هلا قمت بمحاولة أخرى لتذكر الوجه الذي تحتها؟»
كان سعيدا للغاية بنتيجة تجربته، فكانت خيبة أمله مثيرة للضحك عندما هزت آيريس رأسها نفيا على الطريقة المعهودة المستفزة. «كلا، أنا لا أذكر وجهها. كما تعلم لقد كنت أعاني صداعا مريعا.»
قال البروفيسور بأسلوب جاف: «بالضبط. يؤسفني أن ذلك هو السبب. لقد أخبرني الطبيب أنك تعرضت لضربة شمس خفيفة.»
وكأنما ينتظر إشارة للحديث، تحدث الطبيب - الذي كان يستمع بانتباه - إلى آيريس قائلا بإنجليزية بتأكيد متأن: «ضربة الشمس تلك تفسر كل شيء. لقد سببت لك هلاوس، وجعلتك تتصورين امرأة لا وجود لها. بعد ذلك، نمت وحلمت، ثم الآن استيقظت وقد تحسنت حالتك كثيرا؛ لذا لم تري الآنسة فروي. هي ليست سوى تهيؤات، أو مجرد حلم.»
الفصل الثالث عشر
حلم داخل الحلم
في البداية، منعت المفاجأة آيريس من الاحتجاج. كان ينتابها ذلك الشعور المربك بأنها العاقلة الوحيدة وسط عالم من المجانين. تحولت دهشتها إلى حنق عندما نظر البروفيسور إلى هير وأومأ له في إشارة للفهم المتبادل.
ثم تحدث إلى آيريس بنبرة رسمية. «أعتقد أن بإمكاننا أن نعتبر ذلك تفسيرا نهائيا. إن كنت أعلم بتلك الملابسات لما تدخلت. أتمنى لك الشفاء عاجلا.»
قال هير بابتسامة متشككة: «من الأفضل أن نذهب ونترك الآنسة كار لتستريح.»
अज्ञात पृष्ठ