تراجعت آيريس في هلع ازداد عندما أدركت أن الرجل الشاحب ذا اللحية البستونية هو المسئول عن ذلك الشخص العاجز. بجواره كانت تجلس راهبة، تبدو القسوة البالغة على تعابير وجهها، حتى إنه كان يصعب الربط بينها وبين أي عمل رحيم.
بينما كانا يتجاذبان أطراف الحديث، رفع المريض إحدى يديه بوهن. مع أنهما لاحظا حركة يده، تجاهلاها. كانا أقرب إلى حاجبين مسئولين عن نقل كومة من الأخشاب، لا إنسان يتألم.
فجرت الأصابع المرتعشة داخل آيريس موجة من الشفقة الشديدة. ارتاعت عندما فكرت أنها أيضا - إن لم يحالفها الحظ - كان من الممكن أن تكون ممددة تحت رعاية غريب غير مبال.
همست: «تلك الراهبة تبدو كمجرمة.»
قالت لها السيدة ذات الحلة التويدية: «هي ليست راهبة، بل ممرضة.» «إذن، فأنا أشفق على مريضها. إنه لأمر مريع أن يمرض المرء أثناء رحلة، كما أنها ليست فرجة. لم لا يسدلان الستار؟» «سيكون ذلك مملا بالنسبة لهما.» «يا للمسكين! أفترض أنه رجل، أليس كذلك؟»
كانت آيريس تتوق بشدة لأن تكسر وجه التشابه بينها وبين الجسد الذي يرقد بلا حراك، لدرجة أنها شعرت بخيبة أمل عندما هزت رفيقتها رأسها نفيا. «كلا، بل هي امرأة. لقد استقلوا القطار من محطتنا من على مسافة أبعد. كان الطبيب يشرح للبارونة وضعها. لقد أصيبت إصابة بالغة في حادث سيارة، وهناك احتمال حدوث إصابة خطيرة في المخ. ويحاول الطبيب إرسالها إلى ترييستي بسرعة لإجراء عملية جراحية معقدة لها. إنها فرصة أخيرة لإنقاذ تفكيرها المنطقي وكذلك حياتها.»
سألت آيريس: «هل الرجل ذو اللحية السوداء طبيب؟» «أجل. وهو طبيب ماهر جدا أيضا.» «حقا؟ أفضل أن يعالجني طبيب بيطري.»
كانت السيدة ذات الحلة التويدية تسبقها فلم تسمع تمتمتها الاعتراضية. اضطرتا لأن تشقا طريقهما خلال الممرات المزدحمة، وكانتا قد قطعتا نصف المسافة عندما اصطدمت العانس بسيدة طويلة سمراء ترتدي ملابس رمادية تقف على باب مقصورة مزدحمة.
قالت معتذرة: «أنا آسفة للغاية. كنت أنظر لأرى إن كان الشاي الذي طلبناه في الطريق. لقد أمليت طلبي لأحد المضيفين.»
تعرفت آيريس على صوت السيدة بارنز، وتراجعت مجفلة لأنها لا ترغب في مقابلة القس وزوجته.
अज्ञात पृष्ठ