قالت في نفسها: «ها هو واحد آخر.»
من بعيد، كانت معجبة بروحانية تعبيرات وجهه، لكنها الليلة كانت تعده ضمن ناقديها العدائيين. «جماعة من الغوغاء المريعين.» حضرت تلك الكلمات في ذاكرتها فيما كان يتحدث إليها. «إن كنت ستعودين إلى إنجلترا وحدك، فهل تودين مرافقتنا؟»
سألته: «متى سترحلون؟» «بعد غد، قبل أن ينطلق القطار المباشر الأخير لهذا الموسم.» «لكني راحلة غدا. شكرا جزيلا لك.» «إذن، أتمنى لك رحلة سعيدة.»
ابتسم القس من قرارها السريع وهو يقطع الردهة ليجلس إلى طاولة ويبدأ في عنونة ملصقات أمتعة السفر.
استغلت زوجته فرصة غيابه. رغبة منها في الوفاء بوعدها، ذهبت إلى النقيض فلم تأت على ذكر طفلها لصديقتيها إلا مرة واحدة عندما ذكرت في معرض كلامها: «ولدنا الصغير». لكن الآن وقد قاربت العطلة على نهايتها، لم تستطع مقاومة إغراء عرض صورة فوتوغرافية له كانت قد فازت في مسابقة أطفال محلية.
نظرت لزوجها الذي يجلس موليها ظهره وهي تشعر بالذنب، وأخرجت من حقيبتها حافظة من الجلد المرن.
وقالت وهي تحاول إخفاء فخرها: «هذا هو ابني الضخم.»
كانت الأختان فلود-بورتر من محبي الحيوانات فقط، ولم تكونا تحبان الأطفال كثيرا، لكنهما ردتا بكل العبارات اللائقة وبأسلوب مقنع مهذب جعل قلب السيدة بارنز يمتلئ زهوا.
لكن الآنسة روز تطرقت إلى موضوع آخر على إثر عودة القس من طاولة الكتابة.
سألته: «هل تؤمن بالأحلام التحذيرية يا سيد بارنز؟ فقد رأيت أمس في الحلم حادث قطار.»
अज्ञात पृष्ठ