بجانب ذلك، كان لدى المحامي سيئة عفي منها مقاول البناء؛ كان يغط بصوت مرتفع.
ومما زاد الطين بلة أنه كان لا يعير اهتماما لمساوئه، ومع ذلك كانت معاييره في استحسان النساء دقيقة للغاية لدرجة جعلت الوفاء بها أمرا مرهقا. لم تستطع أن تسترخي على الإطلاق، أو أن تكون على سجيتها، دون أن تلاقي منه نقدا أو نفاد صبر.
وبما أنها كانت امرأة عملية، فقد قررت أن تقطع العطلة كي تعود إلى زوجها بينما لا تزال الفرصة سانحة. لحسن حظها، لم تكن قد أحرقت جسورها معه. اشترى لها زوجها تذكرة إياب إلى تورين، وأخبرته ألا ينتظر منها أي خطابات بريدية؛ إذ كان يعتزم الذهاب في رحلة بحرية إلى جزر شيتلاند.
كانت تنوي فراق المحامي في تورين - حيث انضم لها في رحلة الذهاب - ثم تبيت فيها ليلة كي تختم حقائب سفرها بملصقات الفندق.
وينتهي كل ذلك بجمع شمل أسري سعيد، وتفاهم أفضل؛ إذ تعلمت أن تقدر رصانة زوجها؛ وبهذا تنجو سفينة زواج أخرى من عاصفة مغامرة عبثية وميثاق أخلاقي محطم.
بينما جلس الزوجان تودهانتر في مقصورتهما الخاصة في انتظار تقديم جولة العشاء الثانية، كانا محط أنظار السائحين الذين يمرون ببطء من جوار نافذتهما. لا بد أنهما لا يزالان يعرفان بذلك الاسم الذي سجلا به دخولهما إلى الفندق؛ إذ كان المحامي حريصا على ألا يوقع باسمه.
كان اسمه «براون».
لكن والديه كانا قد بذلا ما بوسعهما من أجله، وكان لقب «السير بيفريل براون» مشهورا بخطورته، بجانب صورته الشخصية المذهلة التي كانت تظهر كثيرا في الصحف المصورة.
كما تقبلت هزيمتها من براونينج بصدر رحب، استمرت السيدة لورا في لعب دورها. كانت لهجتها الطبيعية أحيانا تحل محل حديثها المتشدق، مع ذلك كانت تبدو فريدة ومتفردة مثل أميرة حسناء، بمنأى عن الرعاع، لكن أصابعها ظلت تنقر فرش مقعدها المخملي الذهبي القديم، بينما ظلت هي تنظر إلى ساعتها.
قالت بنفاد صبر: «لا يزال أمامنا ساعات وساعات. يخيل إلي أننا لن نبلغ ترييستي أبدا، فما بالك بتورين؟»
अज्ञात पृष्ठ