وقال: { فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة } (¬1) . ولولا ذلك لوقع الوهم على الثلاثة مع الأربعة أنها سبعة، فأتمها بسبعة. (¬2)
هذا كله رد على أهل الباطن الذين يقولون إن ظاهر القرآن ليس فيه بيان، وإنما البيان في التأويل، والتأويل عندهم لا يعلمه إى الله عز وجل ومن علمه إيان من من عترة المصطفى عليه السلام. يقولون: إن التفسير هو ما شرعه الله لمن لم يرسخ الإيمان في قلبه لكي يستعمله حتى يرسخ الإيمان في قلبه فيطرحه عن نفسه كالصلاة والزكاة والصوم. فهذه الأمور إنما أريدت لشيء آخر لا لعينها؛ فغذا بلغ البد النهاية في الإيمان أسقط الله عنه هذه الخصال إذا جاوز حد الظاهر/ إلى حد السريرة وكان من الخلصين. وأما من كان من أهل الظاهر كانت عليه هذه الصلاة والزكاة عذابا وعقابا لمن اقتصر على الظاهر وعطل السرائر. وللقرآن ظواهر، وللظواهر تفاسير، وللتفاسير تأويل. فمن وقف في حد الظواهر كلف الفرائض عقوبة، فإن جاوز إلى حد التفسير إلى حد المئال كان من المخلصين المحققين حل له الحلال والحرام، إذ ليس في الآخرة أكثر من هذا. فمن بلغ في الدنيا تلك الدرجة حلت له الدنيا، وهذا (¬3) المئال في الأخرى. وسيأتي بيان مذهبهم بأشبع (¬4) من هذا في موضعه إن شاء الله.
باب
في بيان القرآن
فمن البيان المبين ما قصه الله علينا ونصه لنا من أخبار القرون الماضية والأمم الخالية، ونبأ المرسلين صلوات الله عليهم أجمعين. قال الله تعالى: { كذبت قوم نوح المرسلين. إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون
أني لكم رسول/ أمين. فاتقوا الله وأطيعون } (¬5) وكذلك قصص الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين.
पृष्ठ 55