ولا كلمة لقائل بعد علامة الكون وعلامة التاريخ ...
الفصل الثاني
عبقرية الداعي
اتفقت أحوال العالم إذن على انتظار رسالة ...
واتفقت أحوال محمد على ترشيحه لتلك الرسالة ...
وكان من الممكن أن تتفق أحوال العالم وأحوال محمد، ولا تتفق معها الوسائل التي تؤدى بها رسالته على أحسن الوجوه.
كان من الممكن أن ينتظر العالم الرسول، ثم لا يظهر الرسول.
وكان من الممكن أن يظهر الرسول في البيت الصالح وفي البيئة الصالحة، ثم لا تتهيأ له الصفات التي يتم بها أداء الرسالة.
ولكن الذي اتفق في رسالة محمد قد كان أعجب أعاجيب الاتفاق، وكان المعجزة التي تفوق المعجزات؛ لأنها مع ضخامتها، وتعدد أجزائها، وتوافق تلك الأجزاء جميعها، مما يقبله العقل قبولا سائغا بغير عنت ولا استكراه ...
فكان محمد مستكملا للصفات التي لا غنى عنها في إنجاح كل رسالة عظيمة من رسالات التاريخ.
अज्ञात पृष्ठ