का माशी
ع الماشي
शैलियों
قلت: «عيناك.»
قالت - وقد أطلقت دهشة المفاجأة لسانها بالعامية: «شو؟»
قلت: «نعم جميلتان ... ساحرتان ... ولكنهما لا تبصران.»
فصاحت بي: «العمى.»
فضحكت، ولم يسؤني أنها انفجرت بما يشبه اللعن، وقلت لنفسي هذا كلام العادة، لا السخط والنقمة. ثم رأيتها تضحك مثلي، فتذكرت قولي - أيام كان لي بالشعر ولوع:
لا يحسن التعبيس أبلج واضح
ضحك الجمال بوجهه وأضاءا
ولما قرت الضجة عادت تسأل: «ألم تعشق قط؟»
فقلت وأنا أعابثها وأجد في آن معا: «يا حسرة! من لا يكون له من بنات لبنان حبيب؟ ولو كنت أستطيع أن أعشق لعشقت هنا، ولو كان في نفسي دماء لعدت إلى قومي شاعرا، ولكن قلبي يا فتاتي غليظ، وعيني دائرة لا تتلبث، ونفسي حائرة لا تسكن، وعقلي طائر لا يقر، وما يدريني يا صاحبتي، لعلي دفنت قلبي قدما يوم نفضت اليدين من بعض التراب، وكم قلت آه من الحرمان، وغيري يقولها من الوجدان، وليست الحسرة أني لا أجد، ولكنما الحسرة أني لا أصبو. ورحم الله صنوي الجامد المتنبي، فقد عرف هذا وبلا مرارته، فدهش ونظر في أنحاء نفسه وصرخ «أصخرة أنا؟» ولولا عادة الكبت لأطلقت أقوى من صرخته. فما أعرفني رف قلبي سرورا، أو عصره الألم، أو ألعجه الحنين، أو أطاره فزع أو جزع، أو أضناه قلق. نعم تضحك السن وتلمع العين، أو يتقلص الوجه وترتسم على معارفه الكآبة، ويبهت اللون ويمتقع ويجول اللحظ باحثا مترقبا، ولكن الذي في ضمير الفؤاد هواء.»
ونظرت إليها فرأيت الدمع متحيرا في جفنيها، فلعنت نفسي واستدركت فقلت - وراحتي على كتفها: «لا تصدقي مقالتي يا فتاتي.»
अज्ञात पृष्ठ