बिला क़्यूद
بلا قيود: تقنيات حررت البشر ودفعتهم لحافة الهاوية
शैलियों
9
تماثيل الكرومانيون المصغرة لجسد المرأة
من بين أشهر أمثلة فن ما قبل التاريخ التي بقيت من العصور الحجرية القديمة، بعيدا عن الرسومات والتصاوير النابضة بالحياة لحيوانات الصيد؛ تلك التماثيل المسماة بتماثيل فينوس المصغرة. هذه التماثيل الصغيرة الممتلئة في إغراء وشديدة الرمزية لنساء ما قبل التاريخ، التي لا يعدو طولها بضع بوصات، خالية تماما من الوجوه البشرية، ولديها سيقان وأذرع خالية من الواقعية والتفاصيل، إلا أنها نحتت بتصوير مبالغ فيه للأجزاء المرتبطة بالجنس والخصوبة في جسد المرأة: أثداء ضخمة متدلية، وبطون منتفخة، وأفخاذ هائلة، وأرداف كبيرة، وأعضاء تناسلية بارزة.
كانت فكرة أن هذه التماثيل المصغرة المنحوتة دائما من عاج الماموث أو الأحجار الرخوة هي تماثيل لفينوس - أي إنها تمثل إلهة الحب - وهما حديثا، وإن كان ثمة القليل من الشك بأن هذه المنحوتات كانت تلعب دورا مهما في معتقدات ما قبل التاريخ عن الجنس والخصوبة. ومما لا يقبل الجدال أن تماثيل فينوس المصغرة كان لها أهمية رمزية لدى مجتمعات الكرومانيون في العصر الحجري القديم العلوي (انظر شكل
5-3 ).
شكل 5-3: فينوس ليسبوج من فرنسا (يسارا) وفينوس ويليندروف من النمسا (يمينا) ترجعان لنفس الفترة الزمنية، بيد أن أساليبهما الفنية تعكس الثقافات المتمايزة لهذين المجتمعين المختلفين من مجتمعات العصر الحجري القديم. (صورة فينوس ويليندروف من تصوير ماتيس كيبل، مصرح بنشرها بموجب رخصة المشاع الإبداعي.)
ربما أبرز حقيقة عن هذه التماثيل المصغرة هو انتشارها الواسع لدرجة مدهشة في الزمان والمكان؛ فقد عثر عليها في مواقع تعود إلى العصر الحجري القديم وتمتد من جنوب غرب فرنسا في الغرب حتى سيبيريا في الشرق - مسافة تزيد على أربعة آلاف ميل - وتعود لفترات زمنية قديمة بدأت منذ 40 ألف عام وحديثة منذ 10 آلاف عام. يكاد يشمل هذا الامتداد الزمني والمكاني المدهش كل تاريخ الإنسان الحديث تشريحيا في عصور ما قبل التاريخ في أوروبا، غير أن تماثيل فينوس المصغرة من كل عصر من عصور ما قبل التاريخ وكل مكان من أماكن ما قبل التاريخ كانت منفذة بأسلوب خاص ومميز، وهذا التنوع الكبير في الأسلوب من تمثال لآخر لهو دليل آخر على أن البشرية كانت منذ عشرات آلاف السنين قد قسمت نفسها إلى ثقافات متمايزة، كل منها مرتبط بزمن ومكان معين.
بالإضافة إلى الرمزية الجنسية المبالغ فيها في «تماثيل فينوس المصغرة»، نحت بشر الكرومانيون أيضا أغراضا أخرى شديدة الواقعية من العاج الذي أخذوه من حيوانات الماموث التي اصطادوها ومن القرون التي نزعوها عن الأيائل التي قنصوها. شملت هذه الأغراض العديد من أدوات رمي الرماح الحافلة بالزخارف وبعض المنحوتات الدقيقة لأشخاص وحيوانات. من أشهر هذه القطع منحوتة لرأس امرأة، معروفة باسم «السيدة ذات القلنسوة» عمرها 25 ألف عام، عثر عليها في كهف في جنوب غرب فرنسا عام 1892م. والقطعة الأخرى هي رأس حصان ذات واقعية مذهلة منحوتة من قرن أيل، وقد استخرجت من كهف ما دازيل في جبال البرانس الفرنسية (انظر شكل
5-4 ).
شكل 5-4: يبلغ رأس الحصان هذا، المنحوت من جزء من قرن أيل، خمسة عشر ألف عام. وهو يبرهن على مهارة فنان قبل التاريخ الممتازة في تصوير ملامح الحيوانات. (المصدر: ويكيميديا كومونز.)
अज्ञात पृष्ठ