बिला क़्यूद
بلا قيود: تقنيات حررت البشر ودفعتهم لحافة الهاوية
शैलियों
كذلك فرضت الحركة على القدمين قيودا معينة على عرض الحوض؛ فلو أصبح الحزام الحوضي عريضا أكثر من اللازم ستصير القدمان متباعدتين أكثر مما ينبغي؛ مما سيجعل الحركة على ساقين غير رشيقة وعديمة الكفاءة أكثر فأكثر. بين القردة والسعادين ذوات الأربع، تشكل عظام الحوض المطولة قناة للولادة بيضاوية الشكل. أثناء الولادة يدير القرد الوليد رأسه جانبا وهو يمر من خلال قناة الولادة؛ مما يجعل الوضع سريعا وسهلا نسبيا، لكن عظام أشباه البشر القصيرة الصلبة - والشكل الدائري للحزام الحوضي - كان معناه أن قناة الولادة لدى أشباه البشر لم تكن قادرة على استيعاب رأس أكبر للوليد أثناء الولادة.
هكذا، مع حدوث التضخم الهائل في حجم دماغ أشباه البشر خلال المليون سنة الماضية، نشأت صعوبات متزايدة في الولادة لدى البشر الناشئين، وقد زادت صعوبة هذه المشكلة مع تطور البشر الناشئين إلى الإنسان الحديث ذي الدماغ الضخم. إذا كانت قناة الولادة ظلت ثابتة الحجم في حين ظل حجم رأس الوليد والمخ الذي بداخله يتزايد تدريجيا، فكيف ظل أشباه البشر يلدون أطفالا ذوي رءوس أكبر حجما على نحو متزايد؟
تبين أن الحل التطوري لهذه المشكلة أنه مع زيادة حجم المخ بدأ أطفال أشباه البشر يولدون قبل أن تصير أدمغتهم مكتملة النمو. في الواقع، إذا طبقنا القواعد الطبيعية للتطور الجنيني في الثدييات على البشر، فستكون مدة الحمل «الطبيعية» للبشر اثني عشر شهرا على الأقل، وليس تسعة أشهر، لكن بعد اثني عشر شهرا سيكون مخ الوليد المتوسط ببساطة كبيرا جدا على المرور من خلال قناة الولادة المتوسطة لدى البشر؛ مما يجعل الولادة البشرية مستحيلة ميكانيكيا.
في ثدييات أخرى، بما في ذلك كل الرئيسيات الأخرى، يبلغ المخ مرحلة معقولة من النمو بحلول ميعاد الولادة، ثم يحدث تباطؤ في نموه بدرجة كبيرة بعد الولادة. أما المخ البشري فيكون في عمر التسعة شهور ناقص النمو مقارنة بأمخاخ الثدييات الأخرى (منها رئيسيات أخرى)؛ ونتيجة لهذا يستمر مخ الوليد من البشر في النمو بسرعة خلال أول عامين من حياته.
وفي الواقع ليس من الصعب تخيل الكيفية التي ظهر بها هذا «الحل» التطوري في أشباه البشر؛ فمع زيادة حجم مخ الوليد لم يكن سوى الأمهات - من أشباه البشر - اللواتي يولد أطفالهن «قبل الأوان» هن من يبقين على قيد الحياة بعد التجربة على الأرجح، ويربين أبناءهن حتى يكبرون، ويورثن جيناتهن للجيل التالي، لكن حتى مع هذه التسوية التطورية يستغرق الأمر عدة ساعات من المخاض العسير قبل أن يبدأ الوليد البشري في الخروج أثناء الوضع، ولا يظهر بقية جسم المولود إلا بعد المرور البطيء المؤلم لرأسه من خلال قناة الولادة.
يعلم أي شخص شاهد من قبل عملية ولادة لدى القطط أو الكلاب أو الخنازير أو البقر أو الخيول أن إناث الثدييات الأخرى يلدن أطفالهن في غضون دقائق، لكن ولادة الأطفال لدى البشر أطول وأصعب وأخطر عملية ولادة بين كل أنواع الثدييات، بل إنه قبل تبني التقنيات الطبية الحديثة في بداية القرن العشرين كانت الأم تموت في واحدة من كل مائة ولادة لدى البشر.
11
ماذا يعني أن يولد الطفل البشري «قبل الأوان»؟ فلنضع في الاعتبار أن أطفال الثدييات العاشبة مثل الماشية والغنم والخيول والزرافات والأفيال تستطيع الوقوف والسير خلال ساعات من ولادتها، بينما أطفال القردة والسعادين تصبح واعية بمحيطها في الأيام الأولى من حياتها، وتستطيع التشبث بفراء أمهاتها جيدا خلال الساعات القليلة الأولى من ولادتها. على عكس ذلك، لا يستطيع المواليد من البشر حتى أن يزحفوا على أياديهم وركبهم إلا بعد بلوغ عدة أشهر، ولا يستطيعون السير مطلقا إلا بعد أن يصير عمرهم عاما تقريبا.
ليس من قبيل المبالغة القول بأن طفل أشباه البشر يولد بدماغ غير مكتمل النمو لدرجة خطيرة؛ فهو لا يستطيع التشبث بشعر أمه بأصابع قدميه القصيرة، كما أنه يولد على أي حال لأم لم يعد لديها أي شعر يكسو جسدها ليتعلق به. هكذا يكون الطفل البشري «المبتسر» الأكثر عجزا وضعفا بين كل مواليد الرئيسيات وهو بلا شعر وأعزل، ولا يستطيع التحرك وحده، ولا يدرك محيطه إلا بقدر ضئيل.
هذا معناه أنه مع نمو مخ أشباه البشر ليصير أكبر حجما وما صار إليه وليد أشباه البشر تدريجيا من حال أكثر قصورا وضعفا، صارت حاجة أمهات أشباه البشر للملبس والمأوى ماسة بالتدريج، حتى في المناطق المدارية حيث تكون إحاطة الطفل بالدفء ليست من المشكلات الملحة؛ فإن من المستحيل أن تحمل أنثى أشباه البشر كل طفل من أطفالها الرضع في يديها طوال أول سنة أو سنتين من حياتهم مع قضاء أغلب ساعات النهار في جمع الغذاء، وربما رعاية أطفال أكبر سنا في نفس الوقت.
अज्ञात पृष्ठ