فصاح حسن في انزعاج: عشرة أرطال على أربعة أيام! إياكم أن ترفضوا الهدية؛ النبي قبل الهدية يا هوه! أم تريدون أن تغضبوا أسرة تود مصاهرتكم!
فصاح به حسنين: هذه شحاذة!
فقال حسن بيقين: كلا، الشحاذة شيء آخر، اسألني أنا عنه. أما هذه فهدية، هدية، هدية!
وتكلم حسين لأول مرة فقال: هدية من النوع الذي كنا نهديه في الأعياد إلى الكناس وصبي الفران ...
وغضب حسن؛ لأنه كان يطمع أن يضم حسين إلى رأيه أو أن يبقى على الحياد في الأقل، وقال محتدا: لا تخلط بين الهدية والصدقة، إذا أعطيت الكناس فهي صدقة، أما إذا أعطيت صديقا فهي هدية.
وكان حسنين يعلم بأن مناقشة حسن هذر غير مجد فخفض عينيه وقال في حياء وألم: الواجب أن يكون المهدي هو الخطيب لا الخطيبة.
فقال حسن ساخرا: هذا إذا كان هو الذي طلب يد الخطيبة، أما إذا كانت هي التي طلبت يده ... - حسن! - أرحنا من الفلسفة التي لا تشبع من جوع، لا عيب في قبول هذه الهدية، كانت هدايا أحمد بك يسري تحمل إلينا في المواسم، على فكرة ما باله قد نسينا هذا العام ابن الكلب؟!
هذا رجل غير وفي، فريد أفندي رجل الوفاء حقا. من حسن الخلق أن نقبل هديته، ثق بأنه إذا كان في القبول ما يمس الكرامة لكنت أول الرافضين.
فقال حسين بكآبة: تصور ماذا يقولون عنا! - تصور الشواء وأنت تقلبه على النار والرائحة الشهية تملأ البيت.
والتفت حسنين إلى أمه وسألها: علام نويت؟! - فقالت المرأة دون أن تنظر إليه: لم يسعني إلا القبول ...
अज्ञात पृष्ठ