علاوة على ذلك فإن الفقرة 9 لها أهمية أخرى لأن اسم الحسن البصري يأتي فيها عشر مرات. وفي أربعة مواضع ( ص89- 91 ) تسبق اسمه أو الرواية المنسوبة إليه كلمة " قال " وفي موقعين منها يذكر اسم القائل: " قال عمرو: كان الحسن يذكر... " ( ص90 و91 ). لعله يجوز أن نتساءل هل تشكل هذه الروايات جزءا من أقوال الحسن التي نقلها عنه تلميذه عمرو بن عبيد (10)؟ وهل يسري ذلك على الروايات المنسوبة إلى الحسن في الفقرة 3؟ أما عدد ما يرد في تأريخ الطبري من روايات عمرو عن شيخه الحسن فهو يختلف عما في نصنا.
الفقرة 10 ( ص93 ). تبدأ الفقرة بالبسملة وبعنوان وتفصل الفقرة بذلك عما سبق في الكتاب: " وهذه شريعة رسالة كتب بها عبد الوهاب بن عبد الرحمن إمام تاهرت إلى أهل أطرابلس ". أما لفظ " سريعة رسالة " في أول العنوان فلا نستطيع أن نفهم " شريعة " إلا وبمعنى " البداية " أو " المقدمة " للرسالة لأن ما يتبع ذلك العنوان ليس سوى سرد الشرائع الواردة في الفقرة 9 دون أن تذكر هنا إضافة ولا تعليق عليها. ونفسر سرد هذه " الشرائع " ضمن الرسالة الموجهة من إمام تاهرت إلى إباضية طرابلس بأنه يحل محل المقدمة، ويجيء تذكرة للعقائد المشتركة التي يتمسك بها الإمام ونصيحة للآخرين لكي يتمسك بها هؤلاء أيضا (11).
الفقرة 11 ( ص93- 95 ). على أساس تفسيرنا للفقرتين 9 و10 ليس الفقرة 11 من أجزاء رسالة عبد الوهاب التي لم يشر إلى خاتمتها لا هنا ولا في مكان تابع (12). بل ترتبط الفقرة 11 بالرسالة بشرح كلمة " حدث " الواردة بآخر " شريعة رسالة " عبد الوهاب. ويأتي توضيح فئات " أهل الحدث " المختلفة وأهل الكتاب في هذه الفقرة دون الرجوع إلى القرآن والحديث. والفقرة تعطي الانطباع بأنها جزء مكتمل.
पृष्ठ 21