अफ्रीकी शेर और इटैलियन टाइगर के बीच: इटैलियन इथियोपियन समस्या पर एक ऐतिहासिक, मानसिक और सामाजिक विश्लेषणात्मक अध्ययन
بين الأسد الأفريقي والنمر الإيطالي: بحث تحليلي تاريخي ونفساني واجتماعي في المشكلة الحبشية الإيطالية
शैलियों
8
المفتون، فلماذا لم تتدخل إيطاليا في ذلك العهد لنصرة البوير أو الصومال، فكان دفاعها يسجل لها بمداد الفخر والثناء؟!
وبلغت هذه الحملة أشدها عندما نشرت حكومة روما بيانا شبيها بالرسمي قالت فيه: «إن صحف إنجلترا تتأسف أن بريطانيا قد حصلت على إمبراطوريتها العظيمة بغير تردد، حتى إنها كثيرا ما وطأت تحت أقدامها صنوف الشعوب الأخرى، وهي الآن تحاول الدفاع عن مصالح الحبشة المتوحشة (كذا) ضد الحكم الإمبراطوري الإيطالي. وهذا الدفاع يؤثر في الصداقة بيننا (إيطاليا وإنجلترا) بدرجة شديدة.»
9
وقد أدى طعن إيطاليا في مسلك اليابان إلى مظاهرات عنيفة في شوارع طوكيو ضد إيطاليا، وأخيرا تورطت إيطاليا فقبلت عرض المسألة على مجلس عصبة الأمم، وقيل عن بعض المصادر: إنها رضيت بذلك لأنه يكسبها وقتا لتمام الاستعداد، مع أنها تشحن في كل يوم بواخر حوافل بالجند والعتاد.
وقد دفعت نحو مليون جنيه لشركة قناة السويس رسوما لمرور السفن المحملة رجالا وسلاحا وذخائر. وكان قرارها هذا في آخر يوليو، وقد عينت أعضاء وفدها في العصبة؛ وهم: بارون الوازي، وسنيور جوارناشكيلي، وكونت بيترو ماركو، وسنيور كورتيزي، والأستاذين ليسوني، وبيراردي.
أما الإنجليز فقد جعلوا على رأس وفدهم مستر أنتوني إيدن، الذي تمقته إيطاليا، ويحمل عليه سنيور جايدا في جريدته صباح مساء، وشدت أزره بوليم سترانج ووليم مالكن وتومسون. وفرنسا يمثلها لافال وبعض أعوانه. وقد أخذت إنجلترا تصرف جهودا جبارة في اكتساب فرنسا لصف العصبة، وصار مركز لافال من أحرج المواقف؛ لأنه أمسى كزوج الضرتين يتراوح قلبه بين الاثنتين، ووراءه والد إحداهما يسوقه بالسياط، وهو مجلس النواب الفرنسي، فإنه يأبى أن يعضد لافال إيطاليا على الحرب؛ فتسقطه أحزاب الشمال بين عشية وضحاها.
وقد طارت في جو مصر أثناء تلك الفترة أكثر من أربعين طائرة حربية إيطالية إلى الصومال وإريتريا، غير التي تشحن مفككة لتركب في موطنها.
وأخيرا قررت العصبة أن مجلسها سيجتمع في يوم 4 سبتمبر لبحث مسألة الحبشة بحذافيرها، ولم تصرح إيطاليا بأنها لن تلجأ إلى القوة، بل أبدت تحفظا إزاء هذا القرار يدل على أنها لم توافق صراحة على أن يبحث المجلس في المسألة الحبشية بجميع وجوهها في يوم 4 سبتمبر.
وقد شعرت الحبشة أن إيطاليا تريد أن تكتسب الوقت، فأخذت تستعد من جانبها، وترسل جنودها إلى الجنوب والشمال، ووقعت الحبشة مع اليابان عقدا في 2 أغسطس لتوريد مقدار هائل من الأسلحة والذخائر؛ للتعجيل بتزويد الجيش بالعدة الحديثة، واشترت الحبشة في أسواق طوكيو ألوفا من الأسياف اليابانية المرهفة.
अज्ञात पृष्ठ