अफ्रीकी शेर और इटैलियन टाइगर के बीच: इटैलियन इथियोपियन समस्या पर एक ऐतिहासिक, मानसिक और सामाजिक विश्लेषणात्मक अध्ययन
بين الأسد الأفريقي والنمر الإيطالي: بحث تحليلي تاريخي ونفساني واجتماعي في المشكلة الحبشية الإيطالية
शैलियों
ومن كلماته في آخر يونيو:
أنا أتحدى أي إنسان أن يبين لي أية ناحية أخلت فيها الحبشة بواجبها كعضو في عصبة الأمم منذ ظهر هذا النزاع؟ وأي عمل من أعمالنا استثار هذه الحرب؟ إذا كان الحق في جانبنا، وإذا كانت الأمم المتمدنة عاجزة عن منع الحرب؛ فلتقف على الأقل موقفا لا يمنعنا عن الدفاع عن أنفسنا.
وأخيرا فشلت لجنة التحكيم في لاهاي، وهي التي نص في معاهدة الدولتين (الحبشة وإيطاليا) في سنة 1928 على أن تكون مؤلفة من مندوبين عن كل دولة منهما، ومندوب يختار من إحدى البلاد المحايدة. وطالما تعبت إنجلترا وفرنسا في التعجيل بتشكيل لجنة التوفيق وهما تعتقدان الخير في الإسراع بتشكيلها.
7
ولما كان الشعب الإنجليزي مفرطا في تقديس الحرية لأفراده، ولا يتقيد أحد منهم بآراء غيره ولو كان أقرب الناس إليه؛ فقد رأينا سير جون سيمون، وزير الخارجية، يسير في سياسة غايتها إنصاف الحبشة، وإحقاق حقها، وفي الوقت نفسه تتقدم لادي جون سيمون زوجته في جريدة «جورنالي ديتاليا» بمقال تصف فيه فظاعة النخاسة التي ترتكب في الحبشة، ولكن على الرغم من مقالة لادي سيمون، فإن بيوتا مالية كثيرة على شاطئ الأطلنطي تقدمت تعرض قروضا ضخمة على الحبشة، وتقدم لها ألوف المتطوعين بغير أجر، من أمريكا وأيرلندا ومصر واليابان وألمانيا وتركيا .
وقامت بشأن اليابان ضجة منذ زمن طويل؛ فقد أشيع أنهم يفكرون في مصاهرة النجاشي، وأنهم يدربون الأحباش على حرب السيوف، وأن لهم مصالح خطيرة في الحبشة تجارية وزراعية واقتصادية؛ ولذا هاج سخط الطليان على اليابان، فقال بعض ذوي الرأي فيهم: إن مسلك اليابان بمثابة تحد لسلطان الاستعمار الآسيوي للأجناس البيضاء، وإن تعاون الغربيين ضد هذا الخطر الأصفر أمر لازم. كل هذا حاصل ودائر وإيطاليا تريد اتقاء تدخل عصبة الأمم، والزعيم يصرح بذلك فيقول: «إن إيطاليا ترفض تدخل العصبة في الخلاف بيننا وبين الحبشة، وسنقوم بإنفاذ رغبتنا ومطلبنا مع اليقظة السياسية والحربية، ودون إهمال الحال في أوروبا.»
وفي أواخر يونيو، نشأت حالة جديدة خطيرة، وهي أن إنجلترا خشيت شقاقا يدب بينها وبين فرنسا؛ لأنها رأت لها ضلعا قويا مع إيطاليا، وما زال «الدوتشي» يفتن موسيو لافال ويتودد إليه، ويعاهده ويعقد معه المواثيق، ويذكره بتضحية إيطاليا في الحرب العظمى بانضمامها لجانب الحلفاء، واكتراثها الحاضر بحماية حدود فرنسا الشرقية، فأرادت إنجلترا أن تضمن اتحاد فرنسا معها في عرض المسألة على عصبة الأمم، وتنفيذ ميثاق العصبة بنصوصه.
وقد زاد التقرب بين الدولتين أن إيطاليا أخذت تعرض كل يوم مطالب جديدة، وشروطا لم يسبق فحصها وهي تظهر أن الامتيازات المقترح منحها لا تكفيها، ثم هي تلح في طلب معونة مالية يصعب تقديمها؛ لأن الدول لا تريد تعضيدها على الحرب بالقروض. وكانت إيطاليا تخشى عصبة الأمم؛ لأنها تخشى تحول الرأي العام العالمي ضدها؛ إذ يظهر له من خلال البطء الذي تقتضيه إجراءات عصبة الأمم أن القضية الإيطالية غير عادلة لدى فحصها من وجهة القانون الدولي.
ومن ذلك التاريخ ساءت الحالة المالية في إيطاليا، ولم تغط الحكومة أوراق النقد بنسبة أربعين في المائة من الذهب، وسقطت قيمة الليرة الإيطالية في الأسواق الخارجية.
وفي تلك الفترة، بدأ سنيور جايدا خطة سيحكم التاريخ بخطئها، وهي الحملة التي حملها ضد بريطانيا، ونشر ما ظنه إفشاء أسرارها الاستعمارية، وهي أمور ثابتة في الكتب والصحف منذ عشرات السنين، ولا تهم أحدا سوى إنجلترا والأمم التي لها بها علاقة، وإن صح له أن يذكر حوادث حرب البوير، أو الصومال، أو محاربة الملا
अज्ञात पृष्ठ