الخيزران في اعتدال قوامها، وسمر القنا في تمالك أجسامها، فكأنما خرطت بشهر استدارتها، وقسمت بقياس أجزاؤها، فهي أحسن اعتدالًا من الأسل الخطية، وأنقى وأبهى من الصفائح اليمانية، فلو كانت رجالًا لوجب أن تكون في ذروة من الشرف من آل آكل المرار وعبد المدان، وفي النجدة كملاعب الأسنة وصناديد الفرسان، وفي الجود كحاتم وابن جدعان، وفي السياسة كأزدشير وأنوشروان، وفي الجمال كما قال الشاعر: الطويل
أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم ... دجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبه
وكما قال الآخر: المتقارب
وبيض رقاق خفاف المتو ... ن تسمع للبيض فيها صريرا
مهندة من عتاد الملوك ... يكاد سناهن يعشي البصيرا
1 / 30