ذاتيته بالنسبة الى المركب منه ومن الحيوانية فقط، لم يكن بينه وبين العرضيات فرق فان جميعها ذاتية بهذا الاعتبار، اذ البياض ذاتى للجسم الابيض اذا أخذ الجسم من حيث هو أبيض والضحك ذاتى للحيوان الضاحك من حيث هو ضاحك.
فقد عرفت بهذا أن اعتبار كون الفصل ذاتيا للجنس هو غير اعتبار كونه ذاتيا للنوع المقوم به.
فان ذاتيته بالنسبة إليهما على اختلاف، أما بالنسبة الى النوع فهو داخل فى معناه، وأما الى طبيعة الجنس التى هى حصة (1) هذا النوع فغير داخل فى معناها بل مقوم لها فى الوجود فقط، اذ لو لا الفصل لما تصور تقومها أصلا.
واعلم أن طبيعة الجنس اذا تقومت بالفصل نوعا استعدت بعد ذلك لما يلحقها من اللوازم والعوارض الغير الذاتية وقبل اقتران الفصل بذلك الجنس لا يتصور اقتران شيء من اللوازم التى تتبع ذلك النوع به بل جميعها تسنح بمعنى تعرض- بعد الفصل.
وهذا المتقوم بالفصل قد يكون نوعا أخيرا، وقد يكون نوعا متوسطا كالحيوان المتقوم بالحساس الذي هو فصله.
وما هو مثل الحساس الذي هو فصل جنس الشيء، فهو ذاتى مشترك لجميع الأنواع الواقعة تحت ذلك الجنس ومع ذلك لا يقال عليها فى جواب «ما هو» باعتراف المنطقيين، فتعرف به أنه ليس كل ذاتى مشترك مقولا فى جواب «ما هو» .
والفصل وان لم يكن ذاتيا مقوما لطبيعة الجنس المطلقة فهو مقسم لها.
فلا بد لكونه ذاتيا من أمر اخر وهو تحصيله لحصة الجنس فى الوجود كما سبق ولوا اكتفى المصنف فى الفرق بين الفصل وغيره بما ذكره الشيخ لبعد عما لا حاجة إليه.
पृष्ठ 83